الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

أدب السؤال ومن عقوبة سيدنا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِصَبِيغٌ بن عُسَيْلٍ التَّمِيمِيُّ نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أدب السؤال ومن عقوبة سيدنا عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  لِصَبِيغٌ بن عُسَيْلٍ التَّمِيمِيُّ نتعلم

وفي المعرة عند يقولون : عبيتفزلك . والقصد التحدث عن ما هو غير مفهوم في إيصال ما يريد . وكذلك السؤال عن ما لا يهم لأشياء تعددت فيها الأقوال . ويرد أهل المعرة على أمثال هؤلاء بقولهم : حاجتك فزلكة . والسوق رائجة اليوم لأمثال هؤلاء : يسألون لا ليجدوا الإجابة بل لإثارة الشك لا أكثر . قواميس اللغة عاجزة عن ملاحقة مفرداتهم . يزيدون الناس ضياعا فوق ضياعهم . وهذا هو مرتجاهم ، وتلك هي أمانيهم . صَبِيغٌ بن عُسَيْلٍ قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن وجعل يتجول بين البلدان حتى في أجناد المسلمين في الشام ومصر .أحس عمرو بن العاص رضي الله عنه بخطره فخاطب به عمر بن الخطاب وأرسله إليه . فقرأ كتاب عمرو وقال أين الرجل قالوا في الرحل  قال عمر لمن جاء به أبصر لا يكون ذهب فيصيبك مني العقوبة الموجعة فأتي به . وسأله عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن مراده فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المؤمنين، أخبرني عن الذاريات ذروا، فقال رضي الله عنه: هِيَ الرِّيَاحُ، وَلَوْلَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول مَا قُلْتُهُ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا، قال رضي الله عنه هِيَ الْمَلَائِكَةُ، وَلَوْلَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْتُهُ، قال: فأخبرني عن الجاريات يسرا، قال رضي الله عنه: هِيَ السُّفُنُ، وَلَوْلَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ مَا قُلْتُهُ. وقال عمر سبيل محدثة ( أي بدعة ) فأرسل عمر إلى رطائب من جريد النخل فضربه بها حتى أدماه ثم تركه حتى برأ ثم عاد له فضربه ، ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود فقال صبيغ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتالا جملا وإن كنت تريد أن تداويني فقد والله برأت فأذن له . وَأَرسله إلى العراق وَكَتَبَ إِلَى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: امْنَعِ النَّاسَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حتى أتى أبا موسى رضي الله عنه، فَحَلَفَ بِالْأَيْمَانِ الْغَلِيظَةِ مَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ يَجِدُ شَيْئًا، فَكَتَبَ فِي ذَلِكَ إلى عمر رضي الله عنه، فكتب عمر: ما إخاله إلا قد صَدَقَ فَخَلِّ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُجَالَسَةِ النَّاسِ.

كثر هؤلاء اليوم . حتى ضاعوا وضيعوا

لا تصل معهم إلى طائل : إن أجبتهم بنوا على إجابتك سؤال آخر وآخر بغية أن تمل فتعجز

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 411)

تفسير ابن كثير (7/ 386)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق