الاثنين، 3 أغسطس 2020

الحجر اللي ما بيعجك بيفجك

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الحجر اللي ما بيعجك بيفجك

ومن لقاء كثير عزّة مَعَ عَبْد الملك بْن مروان لنا مثل

فالحجر الذي لا يعجبك قد لاستهانتك بحجمه وشكله إن أصاب رأسك قد يتسبب بجرح بالغ يسيل على إثره دمك أو بكسر جمجمتك . ويقصد به الشخص الذي تراه وضيعاً أو ليس له شأن أو ليس له أهمية ، قد يكون أفضل منك و ذو شأن أو قد يؤذيك فخير لك أن تحترمه و تقدر له قدره .

دخل كثير عَلَى عبد الملك بْن مروان، رحمه الله، فقَالَ عَبْد الملك بن مروان: أأنت كثير عزة؟ قَالَ: نعم، قَالَ: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه، فقَالَ: يا أمير المؤمنين، كل عند محله رحب الفناء، شامخ البناء، عالى السناء، ثم أنشأ يَقُولُ:

تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ .. وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ هَصُورُ

وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ  ..  فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ

فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ  .. وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ

بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخاً  .. وَاُمُّ الصَقرِ مِقلاتٌ نَزورُ

ضِعافُ الطَيرِ أَطوَلُها جُسوماً  .. وَلَم تَطُلِ البُزاةُ وَلا الصُقورُ

ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيراً  .. وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ

لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ  .. فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ

يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ .. وَيَنْحَرُهُ عَلَى التُرب الصَغِيرُ

وَتَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوى .. فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَلا نَكيرُ

فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلاً .. فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ

فقَالَ عَبْد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأضبط جنانه، وأطول عنانه ! والله إني لأظنه كما وصف نفسه

واليوم كثر المجعجعون  الذين لا يملأ أعينهم أحد وهم في الحجم والقيمة أهون على الناس من فأر المنزل .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

أمالي القالي (1/ 47)

==========

الهصور : وهو الأسد الذي يفترس الفرائس ويدقها

الطرير : وهو الظاهر الجمال

المقلات : التي لا يعيش لها ولد

نزور : القليلة الولد

المصرم : المُقِلْ

البغاث: ما كبر من الطير وكان ضعيفا ، وهي لئام الطير التي لا تصطاد. ويقال هذا للئيم الذي إذا ارتفع أمره.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق