الأربعاء، 26 أغسطس 2020

إذا أهنت نفسك أهانك الناس.

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

إذا أهنت نفسك أهانك الناس.

 فرق كبير بين التواضع والمهانة وللمرء أن يعرف حق نفسه ، وذلك هو رحمة المرء بنفسه ، فإن صان حقها فقد أكرمها . وذلك خير من استرحام المرء لسواه ، فإن رحمه فقد أهانه وامتن عليه . والمهانة هي غصة الموت ، وهي التي تسوق المرء إلى العدم قبل العدم .ورحم الله القائل :

إذا أنتَ لم تعرفْ لنفسِكَ حقَّها ... هواناً بها كانتْ على الناسِ أهونا

خالد بن الوليد - الذي قاتل المسلمين يوم "أحد" من أجل (العزَّى) هو الذي كسَّرها بيده يوم فتح مكة، وهو يردد:

يا عزًّى كُفرانَكِ لا سبحانك.... إنَّي رأيت الله قد أهانك

وأبو سفيان - الذي حارب الإسلام أكثر من عشرين عاماً - من أجل "اِللاًّت وهبل" هو نفسه الذي كسَّر (اللات) وبنى مكانها مسجداً.

وعمرو بن الجموح - الذي كان يضع الطيب على صنمه، ولا يحلف إلا به، ولا يقدم النذور إلا له، هو الذي هجا صنمه عندما حطَّمه، وألقاه في بئر بجوار كلب ميَّت فقال:

واللهِ لو كنتَ إلهاَ لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قَرن

وروي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن امرأة سألتها فقالت إن لي جيراناً يهينونني وجيراناً يكرمونني، فقالت عائشة رضي الله تعالى عنها: أهيني من أهانك وأكرمي من أكرمك.

قال العلماء  إن هذا الذي قالته عائشة رضي الله تعالى عنها هو العدل والإنصاف. وأما من أخذ بالعفو وأحسن لمن أساء إليه فهو أفضل لأن الله تعالى قال {وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله}

ومما تقدم تمييز بين من يتوجب إهانته أو العوف والصفح عنه

ومن تجليات البلاء الذي نحن إبراز من وجب إهانته واحتقار وهم الذين كانوا سببا فيما نحن فيه .

يا رب كنا لنا لنذلهم ، كما كانوا سببا في تشتيت الشمل وخراب البيوت .

أذقهم يا رب ذل الدنيا قبل ذل الآخرة

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــ

بستان العارفين للسمرقندي (ص: 354)

إمتاع الأسماع - المقريزي ا(2/ 6)

الروض الأنف - السهيلي (7/ 415)

المقابسات – أبي حيان التوحيدي(ص: 255)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق