الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

حنا عنا الأسى ما بينتسا وقد يكون النسيان شكل من المغفرة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

نحنا عنا الأسى ما بينتسا

وقد يكون النسيان شكل من المغفرة ولنا من سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام وسيدنا يوسف عليه السلام وسيدنا أبي بكر رضي الله عنه مثل .

وسمِّي الإنسان من النِّسيان. ومن المعلوم  أن الذِّكرُ: نقيضُ النِّسيانِ وسيدنا أدام عليه السلام هو أول من نسي . عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ الْإِنْسَانَ لِأَنَّهُ عَهِدَ إِلَيْهِ فَنَسِيَ . سورة طه (20) و رحمه الله أبو الفتح البستي حيث قال يعتذر :

يا أكثر النّاسِ إحساناً إلى النّاسِ .. وأحسنَ النّاسِ إغضاءً عنِ النّاسِ

نسيتُ عهدَكَ والنِّسيانُ مُغْتَفَرٌ .. فاغفِرْ فأوَّلُ ناسٍ أوَّلُ النّاسِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَارَ إِلَى مَكَّةَ يَسْتَفْتِحُهَا وَفَتَحَ الله عليكم قال: فَمَا قُتِلَ يَوْمَئِذٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ الْكَعْبَةَ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ السَّيْفَ لَا يُرْفَعُ عَنْهُمْ، ثُمَّ طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى الْكَعْبَةَ فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ قَالُوا: نَقُولُ ابْنُ أَخٍ وَابْنُ عَمٍّ حَلِيمٌ رَحِيمٌ، قَالَ: وَقَالَ: مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ قَالُوا: نَقُولُ ابْنُ أَخٍ وَابْنُ عَمٍّ حَلِيمٌ رَحِيمٌ ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ: «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» قَالَ: فَخَرَجُوا كَأَنَّمَا نُشِرُوا مِنَ الْقُبُورِ فَدَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ . قال الله تعالى : وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٢٢﴾وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي الصدِّيق، حِينَ حَلَفَ أَلَّا يَنْفَعَ مِسْطَح بْنَ أُثَاثَةَ بِنَافِعَةٍ بَعْدَمَا قَالَ فِي عَائِشَةَ مَا قَالَ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ. فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ براءةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَطَابَتِ النُّفُوسُ الْمُؤْمِنَةُ وَاسْتَقَرَّتْ، وَتَابَ اللَّهُ عَلَى مَن كَانَ تَكَلَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ، وَأُقِيمَ الْحَدُّ عَلَى مَن أُقِيمَ عَلَيْهِ  -شَرَع تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَلَهُ الْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ، يعطفُ الصدِّيق عَلَى قَرِيبِهِ وَنَسِيبِهِ، وَهُوَ مِسْطَح بْنُ أُثَاثَةَ، فَإِنَّهُ كَانَ ابْنَ خَالَةِ الصَّدِيقِ، وَكَانَ مِسْكِينًا لَا مَالَ لَهُ إِلَّا مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ أخطأ فتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْهَا، وضُرب الْحَدَّ عَلَيْهَا.

لم يعقد النبي صلى الله عليه وسلم محكمة عسكرية ليحاسب فيها كل من خالف وأساء ولم يقل : أنت كنت مع فلان فلا بد من عقابك بل تناسى غفر رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يفرق وأقر ما يجمع . ولو عاقب لكانت العقوب حقاً ، وكذلك فعل سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته . وهكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم . فلم يقل سيدنا أبو بكر رضي الله عنه : لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى .. حتى يراق على جوانبه الدم . بل تناسى وعفا

ونحن اليوم نُصَنِّعُ العداوة ونسترجع ما كان واعتبرناه إساءة لتفتيت الشمل وهد أركان الوطن

ويا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

تفسير الإمام الرازي (22/ 105)

تفسير ابن كثير 

دلائل النبوة للبيهقي (5/ 58)

الدر الفريد وبيت القصيد - المستعصمي(4/ 354)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق