الخميس، 14 أبريل 2016

الدنيا جميلة وما أطيب الدنيا لولا الموت

الدنيا
ما أطيب الدنيا لولا الموت
هل أتهم نفسي بمجانبة الصدق في حب الدنيا
أم من أتهم أرشدوني
الخلق حتى من غير المؤمنين يدركون أن الدنيا إلى زوال
والعجيب أن مجلسنا ما ، قد لا يخلو من ذم الدنيا !
فالدُّنْيَا دُوَلٌ، فَمَا كَانَ لَكَ مِنْهَا أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ عَلَيْكَ لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ
ولاَ عَقْلَ لِمَنْ أَغْفَلَهُ عَنْ آخِرَتِهِ مَا يَجِدُ مِنْ لَذَّةِ دُنْيَاهُ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَقْلِ أَنْ يَحْرِمَهُ حَظَّهُ مِنَ الدُّنْيَا بَصَرُهُ بِزَوَالِهَا.
ويَزَالُ صَاحِبُ الدُّنْيَا يَتَقَلَّبُ فِي بَلِيَّةٍ وَتَعَبٍ؛ لِأَنَّهُ لاَ يَزَالُ بِخَلَّةِ الْحِرْصِ وَالشَّرهِ .
ولكن واقع الحال أنّا نتفانا في حبها
وأستثني الأصفياء من الناس
وأعجب العجب أن من لا يملك من متاعها شيئا يعشقها ، فكيف بمن ملكها
فهذا الخليفة أبو جعفر المنصور على تقاه وعلمه ،وقد بنى قصره المسمى بالخلد يقول يوما :
قال المنصور يوما: ويحك يا ربيع، ما أطيب الدنيا لولا الموت!
فقال له: ما طابت إلا بالموت
قال: وكيف ذاك
قال: لولا الموت لم تقعد هذا المقعد
قال: صدقت.
وفيات الأعيان (2/ 295)
تاريخ بغداد - الخطيب (9/ 403)
الأدب الصغير – ابن المقفع (ص: 38)
الربيع بْن يونس أَبُو الفضل حاجب أبي جعفر المنصور وهو الربيع بْن يونس بْن مُحَمَّد بْن أَبِي فروة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق