الدنيا
ما
أطيب الدنيا لولا الموت
هل
أتهم نفسي بمجانبة الصدق في حب الدنيا
أم
من أتهم أرشدوني
الخلق
حتى من غير المؤمنين يدركون أن الدنيا إلى زوال
والعجيب
أن مجلسنا ما ، قد لا يخلو من ذم الدنيا !
فالدُّنْيَا
دُوَلٌ، فَمَا كَانَ لَكَ مِنْهَا أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ عَلَيْكَ
لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ
ولاَ
عَقْلَ لِمَنْ أَغْفَلَهُ عَنْ آخِرَتِهِ مَا يَجِدُ مِنْ لَذَّةِ دُنْيَاهُ،
وَلَيْسَ مِنَ الْعَقْلِ أَنْ يَحْرِمَهُ حَظَّهُ مِنَ الدُّنْيَا بَصَرُهُ
بِزَوَالِهَا.
ويَزَالُ
صَاحِبُ الدُّنْيَا يَتَقَلَّبُ فِي بَلِيَّةٍ وَتَعَبٍ؛ لِأَنَّهُ لاَ يَزَالُ
بِخَلَّةِ الْحِرْصِ وَالشَّرهِ .
ولكن
واقع الحال أنّا نتفانا في حبها
وأستثني
الأصفياء من الناس
وأعجب
العجب أن من لا يملك من متاعها شيئا يعشقها ، فكيف بمن ملكها
فهذا
الخليفة أبو جعفر المنصور على تقاه وعلمه ،وقد بنى قصره المسمى بالخلد يقول يوما :
قال
المنصور يوما: ويحك يا ربيع، ما أطيب الدنيا لولا الموت!
فقال
له: ما طابت إلا بالموت
قال:
وكيف ذاك
قال:
لولا الموت لم تقعد هذا المقعد
قال:
صدقت.
وفيات
الأعيان (2/ 295)
تاريخ
بغداد - الخطيب (9/ 403)
الأدب
الصغير – ابن المقفع (ص: 38)
الربيع
بْن يونس أَبُو الفضل حاجب أبي جعفر المنصور وهو الربيع بْن يونس بْن مُحَمَّد بْن
أَبِي فروة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق