للعجب
فقط
ولا
أظن من قرأ إلا تعجب
نسمع
عن الورع ونحدث عنه
فإن
كان المثل أحد الصحابة أو التابعين ، قيل لنا هؤلاء الصحابة يا أخي !
إلا
أني أقول وعلى يقين أن دماء السلف الصالح لا زالت تجري وفي أجساد لولا وجودها لكان
أخذ الله لنا أخذاً شديداً
بِشْرٌ
الْحَافِي الزَّاهِدُ ذَكَرَ الْخَطِيبُ أَنَّهُ كَانَ لَهُ أَخَوَاتٌ ثَلَاثٌ
وَهُنَّ: مَخَّةُ. وَمُضْغَةُ، وَزُبْدَةُ. وَكُلُّهُنَّ عَابِدَاتٌ زَاهِدَاتٌ
مِثْلَهُ وَأَشَدُّ ورعا أيضا.
جاءت
مخة إلى الإمام أَحْمَد بْن حنبل فقالت لَهُ: إني امْرَأَة رأس مالي دانقين، أشتري
القطن فأردنه فأبيعه بنصف درهم، فأتقوت بدانق من الجمعة إلى الجمعة، فمر ابن طاهر
الطائف ومعه مشعل فوقف يكلم أصحاب المصالح، فاستغنمت ضوء المشعل فغزلت طاقات،
ثُمَّ غاب عني المشعل فعلمت أن لله فِيّ مطالبة، فخلصني خلصك الله، فقال لَهَا:
تُخرجين الدانقين، ثُمَّ تبقين بلا رأس مال حتى يُعوضك الله خيرًا منهما، قَالَ
عَبْد الله، فقلتُ لأبي: يا أبة لو قلت لَهَا لو أخرجت الغزل الَّذِي أدركت فِيهِ
الطاقات، فقال: يا بني سؤالها لا يحتمل التأويل، ثُمّ قَالَ: من هذه؟ قلت: مخة أخت
بشر بْن الحارث
وَسَأَلَتْهُ
عَنْ أَنِينِ الْمَرِيضِ أَفِيهِ شَكْوَى؟ قَالَ لَا! إِنَّمَا هُوَ شَكْوَى إِلَى
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
--------------------------
-
البداية والنهاية – ابن كثير (10/ 298)
-
تاريخ بغداد - الخطيب (16/ 623)
الطائف
: العامل الذي يقوم باشعال السرج في الطرقات
أردنه
: أغزله
الْدّانقُ:
سدس الدرهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق