الخميس، 7 أبريل 2016

معقول حب المرء للذم بل أن يذم

معقول حب المرء للذم بل أن يذم
وقصة من الذاكرة
أقول في البداية ، معقول حب المرء للذم بل أن يذم
وربما الأكثر عجبا من يشتري بسلوكه وماله الذم
مرة كنت في دكان والدي رحمه الله تعالى ، وأنا صغير السن ، وكان والدي قد صنع لنا عربة لنقل ما قد يباع في محلنا وأصدق إن قلت أنها كانت وعلى صغرها قوية متينة
الوقت كان بعد الثانية ظهراً
وفي المعرة أيامها كان شارع المعري وهو الشارع الرئيس بها شبه خاويا من الحركة ، فالنشاط التجاري يتهادى ما بعد الثانية عشر ظهراً
سيارة شاحنة من نوع ( أنتر ) حمراء اللون ، تقدمت باتجاه الرصيف حيث أقعد والعربة أمامي ، فوجئت بأن قام السائق بمناورة بسيطة حتى حصر العربة بين الرصيف والسيارة وحطمها تماما ثم ذهب وعلى وجهه ابتسامة سخرية
أذكره وأعرفه غفر الله له
لم يكن في مقدوري فعل شيء سوى الاتصال بوالدي هاتفيا وأخبرته بما حصل وسميت له الفاعل ، ( كان في سن والدي )
جاء رحمه الله ،والغضب يتقطر من جبينه
تريث احتراما لعمه ومن رباني وكان والد الفاعل من أصحابه ، ووالله كان في مقدوره سحبه وجره من بيته ، وتكسير عظامه بما تبقى من خشب وحديد العربة
ذهبت مع عم والدي وهو مقام أبي ومن رباني ،لبيت الرجل
لن أشرح ما جرى فتطول القصة ، ولكني سمعت عجباً على لسان الفاعل ، وردا على والده وهو يسأله عن سر فعله ، فأجاب ببرودة أعصاب قاتلة ( اشتهيت واحد يسبني )
فسبحان الله
هي خاطرة صباحية
والكل متجه لعمله
ورحم الله محمد بن حازم الباهلي حيث قال :
وَمَن دَعَا الناسَ إِلى ذَمِّهِ ... ذَمُّوه بالحقِّ وبالباطِلِ
وَسُئِلَ بعض الْحُكَمَاء عَن الْفرق بَين الْعقل والْمُرُوءَة فَقَالَ الْعقل بِأَمْرك بالأنفع والْمُرُوءَة تامرك بالأجمل
--------------
- الأمثال والحكم (ص: 203)
- المروءة (ص: 126)

محمد بن حازم بن عمرو الباهلي بالولاء أبو جعفر.? - 215 هـ / ? - 830 م
شاعر ، كثير الهجاء، لم يمدح من الخلفاء غير المأمون العباسي، ولد ونشأ في البصرة وسكن بغداد ومات فيها.

قال الشابشتي: كان يأتي بالمعاني التي تستغلق على غيره وأكثر شعره في القناعة ومدح التصّوف وذم الحرص والطمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق