الاثنين، 4 أبريل 2016

جانب من حياة أبو الأسود الدؤلي الجمال – الجوار - الطرافة

جانب من حياة أبو الأسود الدؤلي
الجمال – الجوار - الطرافة
دخل أبو الأسود الدؤلي على معاوية – وقيل على عبيد الله بن زياد - وقد خضب ( صبغ ) ؛ فقال: لقد أصبحت يا أبا الأسود جميلا؛ فلو علّقت تميمة تدفع عنك العين .
فقال: من البسيط
أفنى الشّباب الذي أبليت جدّته ... مرّ الجديدين من آت ومنطلق
لم يبقيا لي في طول اختلافهما ... شيئا يخاف عليه لذعة الحدق
ولما أسنّ وكبر أبو الأسود الدؤلي ، وكان مع ذلك يركب إلى المسجد والسّوق ويزور أصدقاءه، فقال له رجل: يا أبا الأسود، أراك تكثر الركوب وقد ضعفت عن الحركة وكبرت، ولو لزمت منزلك كان أودع لك. فقال له أبو الأسود: صدقت/ ولكنّ الركوب يشّد أعضائي، وأسمع من أخبار الناس ما لا أسمعه في بيتي، وأستنشى الريح، وألقى إخواني، ولو جلست في بيتي لاغتمّ بي أهلي، وأنس بي الصبيّ، واجترأ عليّ الخادم، وكلّمني من أهلي من يهاب كلامي، لإلفهم إيّاي، وجلوسهم عندي؛ حتى لعلّ العنز وأن تبول عليّ فلا يقول لها أحد: هس .
وكان لأبي الأسود جار من بني حليس بن يعمر بن نفاثة بن عديّ بن الديل، من رهطه دنية - ومنزل أبي الأسود يومئذ في بني الديل - فأولع جاره برميه بالحجارة كلما أمسى، فيؤذيه. فشكا أبو الأسود ذلك إلى قومه وغيرهم، فكلموه ولاموه، فكان ما اعتذر به إليهم أن قال: لست أرميه، وإنما يرميه اللّه لقطعه للرحم وسرعته إلى الظلم في بخله بماله، فقال أبو الأسود: واللّه ما أجاور رجلا يقطع رحمي ويكذب على ربي. فباع داره واشترى دارا في هذيل، فقيل له: يا أبا الأسود، أبعت دارك! قال: لم أبع داري، ولكن بعت جاري، فأرسلها مثلا وقال في ذلك:
--------
-         عيون الأخبار (4/ 20)
-         الفاضل (ص: 72)
-         تعليق من أمالي ابن دريد (ص: 179)
-         العقد الفريد (2/ 364)
-         الأغاني (12/ 484)
-         الأغاني (12/ 496)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق