صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
نحن
في شهر مضان
لا
للدعاء بشَّرّ
ونماذج
من أدعية الشَّرُّ ومن سلفنا نتعلم
الشر:
ضد الخير . والشَّرُّ: السَّوءُ، وقومٌ أشرارٌ خِلافُ الأخيار. ويقصد به الضرر
والأذى، والدعاء بالشرّ يكون إما بكلمة الشرّ لوحدها أو بإضافة كلمة أو
فعل . ومن حكايات العوام أنه كان الشرّ اسم لكلب كبيرٍ شرس، وكانوا يدعون على
الناس به بقولهم : شَـرّ يجيك .
وما
أكثر ما تلهج نساء بدعاء الشر على الأطفال وإن سألت قيل : أنا بدعي من لساني وليس
من قلبي وأحزن إن سمعت من يقول آمين . ولم أسمع من أمي رحمها الله مرة دعاء بشر
ونحن أطفال . كلمة واحدة كانت لا تغادر لسان إن أسأنا ( ربي يهديك ) وهو أمر منهي
عنه . قال الله تعالى : وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴿١١﴾سورة
الإسراء وفي تفسير ابن كثير رحمه الله : يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ عَجَلَةِ
الْإِنْسَانِ، وَدُعَائِهِ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَلَدِهِ
أَوْ مَالِهِ {بِالشَّرِّ} أَيْ: بِالْمَوْتِ أَوِ الْهَلَاكِ وَالدَّمَارِ
وَاللَّعْنَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَلَوِ اسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ لَهَلَكَ
بِدُعَائِهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ
اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يُونُسَ: 11] ،
وَكَذَا فَسَّرَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَقَتَادَةُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ
فِي الْحَدِيثِ: "لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا عَلَى
أَمْوَالِكُمْ، أَنْ تُوَافِقُوا مِنَ اللَّهِ سَاعَةَ إِجَابَةٍ يَسْتَجِيبُ
فِيهَا".
منابر
مساجدنا تكاد تكون اليوم مسخر للدعاء بشر ، وما أحوجنا للدعاء بخير . ومن نماذج
دعاء العالمة بالشر :
الله
يشتت شملهم - الله لا يرده - الله لا
يعمّر له ديار- يخرب بيته - «الله يسلِّط عليك». ويدعمون ذلك بقصص فحواها أن الله
لا يرد دعوة مظلوم منها قيل : "إن عدداً من الفرسان كانوا في طريقهم ومرّوا
على امرأة تحصد في الحقل وبجانبها طفلها الرضيع، وكانت معهم كلاب كبيرة متوحشة،
فحملوا الطفل من مكانه ورموه للكلاب فمزقته تمزيقاً وأكلته أمام عيني أمه، وكان
الفرسان يضحكون ويسخرون من المرأة التي أخذت تصرخ وتولول على طفلها، فكشفت رأسها
ونَفَلَتْ شعرها وأخرجت أثداءها زيادة في الثكل والتظلُّم، ورفعت رأسها للسماء
باكيةً تقول:
يا
ربّ ما أنت غايب
أرتجيك لكنك حاضـر
وبترى
سلَّطـت
علـيّ الظالـمين
وأنت لك عليهم مقدرة
فيقال
إن النار اشتعلت في الحال في الفرسان وأحرقتهم مع خيولهم، ثم هبّت في عائلاتهم
وبيوتهم حتى أتت على أكثرهم، ولم يبق من تلك العائلة إلا القليل من الأفراد،
وأصبحت تضرب الأمثال في ظلمهم وما حاق بهم بعد ذلك من غضب الله وسخطه. ومن السلف :
أن مرّ عامر برجل قد صلبه الحجاج فقال: يا ربّ إن حلمك على الظالمين قد أضرّ
بالمظلومين فرأى في منامه أن القيامة قد قامت وكأنه دخل الجنة فرأى المصلوب فيها
في أعلى عليين فإذا مناد ينادي: حلمي على الظالمين أحلّ المظلومين في أعلى عليين.
كان رجل ظالم مسمّى بالعلاء واليا على مازندران وقد خرج الناس يوما إلى الاستسقاء
فلما فرغ الإمام من الصلاة صعد على المنبر ورفع يده للدعاء وقال: اللهمّ ادفع عنّا
البلاء والوباء والغلاء، وفي المجلس أعرابيّ رأى ظلما منه فقام وقال: والعلاء والعلاء.
قيل:
وراعي
الشاء يحمي الذئب عنها ... فكيف إذا الرّعاء لها ذئاب
والحق
أن الدعاء على الظالم لا مانع فيه ولكن بحجم الظلم والمظلمة . على أن يكون الداعي مبرأ
من الظلم . طاقة البقدونس بـ 3200 ل.س أليس بظلم كغ البندورة بـ 8000 ل.س .
البطاطا كغ بـ 4000 ل.س و .. و.. أليس هذا بظلم ؟!
من
تسبب في تشريدنا أليس بظالم ؟ !
قبل
أن نرفع أيدينا بالدعاء علينا أن نتبين عل الدعاء يزيد من بلائنا ويرتد علينا
وكان
من دعاء بعض السلف الصالح: "اللهم اشغل الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم
سالمين".
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
تفسير
ابن كثير (5/ 49)
روض
الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار (ص: 396)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق