الاثنين، 18 أبريل 2022

حكايات رمضانية ومن السلف الصالح نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حكايات رمضانية
ومن السلف الصالح نتعلم
في المعرة كانت لنا جارة نصرانية . لا أحد في الحي لا يعرفها ، بل ولا أحد لا يمتدح سلوكها وأخلاقها . هي مسلمة في مظهرها وسلوكها وحتى في أخلاقها . أعرفها وكنت يافعا فبيتنا ملاصق لبيتها . كان تزور أمي أحياناً . هي أم أسد نعمان
كانت تصوم رمضان كصيام المسلمين ، لا وتصوم أياما إن مرض أحد أبنائها رغبة في شفائه كعادة نساء أهل المعرة . لا أستطيع القول بأنها مسلمة إلا أن نساء الحي كانوا يتهامسون . ترى أم أسد بتصلي وهي مسلمة سرا .... إلا أنها كانت تخاف من إظهار إسلامها .
قالوا : أسلم شخصٌ وكانت قصة إسلامه بسبب شهر رمضان الكريم، إذ قال إنه تعجَّب من المسلمين في قريته، كيف كانت وجوهُهُم تتقلَّب في السماء عندما انصرم الشهر الذي قبل شهر الصوم، كأنهم ينتظرون إشارة من خالق الكون من فوقهم ليقوموا بشيءٍ بعدها. فلما رأوْا الهلال، فرحوا فرحا عظيما، كأنهم بُشـّروا بأعظم البشرى، ولم يتوقّع أن يكون فرحهم بأنهم سيمتنعون عن الشهوات طيلة شهر في النهار كلِّه .. هذه الشهوات التي يتقاتل بنو البشر عليها، وتخاض الحروب التي تفتك بالملايين من أجلها، وأنهم سيصلُّون بمناجاة ربهم في الليل. واستحوذ هذا التعلق والتصرفات على قلبه، فصام معهم، وهو لا يعرف الإسلام، ولم ينطق بالشهادتين، بل اكتفي بالامتناع عن الأكل والشرب وإتيان زوجته، وإذا ذهب المسلمون لصلاة الصبح، وكان يفطر وإذا سمع أذان المسجد لصلاة المغرب، ذهب وصلى معهم في الليل صلاة التراويح ـ ويصنع مثل ما يصنعون، قياما، وركوعا، وسجـودا، غير أنه لا يتكلـم بشيء، فيجد راحة عجيبة، وسكينة لم تعرفها روحه من قبل، حتى إذا انتصف الشهر، لاحظ الإمام أنه غريب عن القوم، فسأله عن نفسه فدهش من قصته اندهاشا حمله على أن يجمع الناس ليسمعوا منه، فلما سمعوا قصته علموه الإسلام، فنطق بالشهادتين، فكبروا وقالوا أنت أسلمت على يد رمضان، وسموه رمضان.
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ»، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ " قَالَ: «قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً»
وهذا من المواقف المتعلقة بهذا الشهر الكريم نتعلمه من حياة زيد بن ثابت رضي الله عنه. ففي هذا الحديث أخبر زيد رضي الله عنه أنه تسحَّر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، فلو تأمَّلنا سبب سَحور زيد بن ثابت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة أن زيد بن ثابت رضي الله عنه ما كان ينام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكون سحوره عارضًا، بل كان مقصودًا، وأن السبب في ذلك من أجل أن يتعلم الهدي في السحور فيما يتعلق بوقته والسنة فيه.
وفي هذا دليل على حرص السلف على تعلم الهدي النبوي، فقتادة سأل أنسًا، فتعلم منه، وأنس سأل زيد بن ثابت، وتعلم منه، وزيد تعلَّمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ترى أما آن لنا أن نتصالح مع أنفسنا ، نتصالح مع خالقنا ، نؤب إلى رشدنا ، نخاف الله في أهلنا وطننا ؟
يا رب بجاه محمد صلى الله عليه وسلم
ببركة شهر رمضان
فرج عن سوريا وأهلها
ردنا لديارنا سالمين
ضاقت يا رب وعليك الفرج
صحيح البخاري (3/ 29)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق