السبت، 23 أبريل 2022

سوء العادة كمين لا يؤمن وثوبه.

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

سوء العادة كمين لا يؤمن وثوبه.

قال بعض الحكماء: انتزاع العادة من الناس ذنب محسوب. وقالوا : الْعَادة طبيعة ثَانِيَة. وقال حكيم : قال حكيم: لولا سوء العادة لأمرت فتياني أن يماري بعضهم بعضا. والعادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول، وعادوا إليه مرة بعد أخرى. وللناس في عاداتهم غرائب فشيخ الشام والمربي الفاضل الشيخ طاهر الجزائري . قال الشيخ قاسم القاسمي أنهم احتالوا عليه حتى اشتروا له جبة جديدة وألبسوه إياها وذهبوا به إلى دمر ، فجلسوا حول البركة العظيمة في منزل عمر الأمير وكان في المجلس الشيخ عبد الرزاق بيطار والشيخ جمال الدين القاسمي وجُلَّة من علماء الشام . فما كان من الشيخ طاهر إلا أن قام فنزع الجبة وجعل يغمسها في الماء ثم يدلكها بالتراب ثم يغمسها . ثم غلقها على غضن حتى جفت وتكرشت فلبسها . وقال الآن استرحت . إن الجبة الجديدة تشغل فكر صاحبها . أما العتيقة فإنه لا يبالي بها فينصرف تفكيره .

الشيخ محمد عبده اعتاد إبان توليه القضاء رفع عمامته إلى مقدمة رأسه إذا أراد النطق بالحكم على متهم بالبراءة  ، أما إذا أراد الحكم على متهم بالسجن أو عقوبة . عوجها بحيث تغطي العمامة نصف جبهته . وحدث أن جلس يوماً للكم في قضية ومد يديه إلى عمامته كعادته . فأسرع المتهم واستحلفه قائلا : أملي ألا تعوجها إلى الأمام .

وأقول إذا بلغت الأمور بالسادة أن تؤثر العادة بهم إلى هذا الحد فما هو حال البسطاء أمثالنا . وقد أغرقنا في عادات ما أنزل الله بها من سلطان .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــ

نثر الدر في المحاضرات – الآبي (4/ 138)

الأمثال لابن سلام (ص: 169)

البصائر والذخائر (2/ 25)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني (1/ 93)

صور وخواطر – علي الطنطاوي ص 54

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق