صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
سوء
العادة كمين لا يؤمن وثوبه.
قال
بعض الحكماء: انتزاع العادة من الناس ذنب محسوب. وقالوا : الْعَادة طبيعة ثَانِيَة. وقال حكيم : قال حكيم: لولا سوء العادة لأمرت
فتياني أن يماري بعضهم بعضا. والعادة: ما استمر الناس عليه على حكم المعقول،
وعادوا إليه مرة بعد أخرى. وللناس في عاداتهم غرائب فشيخ الشام والمربي الفاضل
الشيخ طاهر الجزائري . قال الشيخ قاسم القاسمي أنهم احتالوا عليه حتى اشتروا له
جبة جديدة وألبسوه إياها وذهبوا به إلى دمر ، فجلسوا حول البركة العظيمة في منزل
عمر الأمير وكان في المجلس الشيخ عبد الرزاق بيطار والشيخ جمال الدين القاسمي
وجُلَّة من علماء الشام . فما كان من الشيخ طاهر إلا أن قام فنزع الجبة وجعل
يغمسها في الماء ثم يدلكها بالتراب ثم يغمسها . ثم غلقها على غضن حتى جفت وتكرشت فلبسها
. وقال الآن استرحت . إن الجبة الجديدة تشغل فكر صاحبها . أما العتيقة فإنه لا
يبالي بها فينصرف تفكيره .
الشيخ محمد عبده اعتاد إبان توليه القضاء رفع عمامته إلى
مقدمة رأسه إذا أراد النطق بالحكم على متهم بالبراءة ، أما إذا أراد الحكم على متهم بالسجن أو عقوبة .
عوجها بحيث تغطي العمامة نصف جبهته . وحدث أن جلس يوماً للكم في قضية ومد يديه إلى
عمامته كعادته . فأسرع المتهم واستحلفه قائلا : أملي ألا تعوجها إلى الأمام .
وأقول إذا بلغت الأمور بالسادة أن تؤثر العادة بهم إلى هذا الحد
فما هو حال البسطاء أمثالنا . وقد أغرقنا في عادات ما
أنزل الله بها من سلطان .
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــــ
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (4/ 138)
الأمثال
لابن سلام (ص: 169)
البصائر
والذخائر (2/ 25)
محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني
(1/ 93)
صور
وخواطر – علي الطنطاوي ص 54
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق