صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كلمة ومعنى شَنْتِير
ومن حكاية ذو شناتر من حكايا السلف نتعلم
شنترة: عند العامة التغضب . وشنتير في اللهجة الشامية : من تجاوز سن البلوغ أي كبر . وفي المعرة الشنتير : الذي لا يمكن أن تخدعه . وفي العربية شَنْتَرَ ثوبَه: مزّقه. أما أهل اللغة: فيقولون : هي لغة يمانية، وهي الأصابع، الواحد شنترة أو ما بين الأصابع . والشناتر ، ذوائب الشعر . وقيل الشَنْتَرَة : الأصبع الزائدة
قيل عن أحداث اليمن : أنه لما مات الصّبّاح ملك بعده ابن عمّ له فاسق، وقيل: إن الذى ملك لخنيعة ذو شناتر، قال: ولم يكن من أهل بيت الملك، فأغرى بحبّ الأحداث من أبناء الملوك، فكان يطالبهم بما يطالب به النسوان، وكان لا يسمع بأحد من فتيان العرب وأولاد الملوك حسن الصورة إلّا استدعاه وطالبه بهذا الفعل القبيح، ولم يزل على هذه الطريقة المذمومة حتّى نشأ غلام من أبناء ملوك حمير اسمه زرعة ابن كعب ويدعى ذا نواس؛ سمّى بذلك لأنه كان له ذؤابتان تنوسان على عاتقه، وكان وضيئا، وكان يفعل فعل قوم لوط ، فاستدعاه لمثل ما كان يدعو اليه غيره، فجعل تحت اخمصه سكّينا، فلمّا خلا به الملك واثبه ذو نواس فقتله ثم حزّ رأسه، وكان له كوّة يشرف منها على عبيده إذا قضى حاجته من الغلام الذى يكون عنده ويضع مسواكا في فيه، فلمّا قتله ذو نواس جعل السواك في فيه، وجعل رأسه في تلك الكوّة التي كان يشرف منها على عبيده، ثم خرج على العبيد فقالوا له: ذو نواس، أرطب أم يباس؟. سلوا الرأس التي في الكوّة تخبركم واتركوا ذا نواس، قال: فأجمعت حمير عليه أمرها وقالوا: ينبغي أن نملّكه لأنه أراحنا من هذا الفاسق. فملك عليهم ذو نواس زرعة هذا. قال: ولمّا ملك واستتبّ له الأمر فارق عبادة الأوثان ودخل في دين اليهوديّة وقتل من كان في بلاد اليمن على دين عيسى ابن مريم عليه السلام ممن امتنع من موافقته، ثم قصد نجران وبها عبد الله بن الثامر وأصحابه وهم على دين عيسى عليه السلام، فسألهم الدخول في اليهوديّة فامتنعوا، فقتل عبد الله بن الثامر بالسيف وأضرم للباقين نارا عظيمة فألقاهم فيها، وهم أصحاب الأخدود الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز فقال: (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ. وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ.
وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) . . قال: ولم ينج منهم إلا نفر قليل.
ــــــــــــــ
مجمع الأمثال - الميداني(2/ 189)
نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري (15/ 303)
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (2/ 292)
الأغاني - الأصفهاني(22/ 484)
أمالي ابن الشجري (1/ 261)
محيط المحيط - بطرس البستاني – ص 482
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق