الثلاثاء، 15 فبراير 2022

رُبمَا نفع الْحمق أو التحامق ومن حكايا السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

رُبمَا نفع الْحمق أو التحامق

ومن حكايا السلف نتعلم

في المعرة يقولون : أشو أحلى من العسل ؟ قلو الجواب بمحله

حدث محمد بن زكريا الغلابي فقال: مر بعض الأدباء بمجنون يتكلم، فتأمل كلامه، فإذا هو رصين يدور على الأصول، فقال له ما حملك على التحامق؟ فقال:

لما رأيت الحظ حظ الجاهل ... ولم أر المغبون مثل العاقل

دخلت عيشاً من كرام نائل ... فصرت من عقلي على مراحل

وحَدَّثَ ابْن الْمُدبر، قَالَ: انْفَرد الرشيد وعِيسَى بْن جَعْفَر بْن المَنْصُور والْفَضْل بْن الرَّبِيع فِي صيد من الموكب، فَلَقوا أَعْرَابِيًا مليحاً فصيحًا فولع بِهِ عِيسَى إِلَى أَن قَالَ لَهُ: يَا ابْن الزَّانِيَة! فَقَالَ: بئس مَا قُلْتُ، قَدْ وَجب عَلَيْك ردهَا أَو الْعِوَض، فارض بِهَذَيْنِ المليحين يحكمان بيني وَبَيْنك، فَقَالَ: قَدْ رضيت، فَقَالا: يَا أَعْرَابِي! خُذْ مِنْهُ دانقين عوضا من شتمك، فَقَالَ: أَهَذا الْحُكْمُ؟ فَقَالا: نعم، فَقَالَ: هَذَا درهمٌ وأمكم جَمِيعًا زانيه، وَقد أرجحت لَكمَا بترك مَا وَجب لي.

فغلب عَلَيْهِم الضحك، وَمَا كَانَ لَهُم سرُور يومهم ذَلِكَ غَيْر الْأَعرَابِي، وَضم الرشيد الْأَعرَابِي إِلَيْهِ وَخص بِهِ، وَكَانَ يَدعُوهُ فِي أكثر الأوقات، فَكَانَ الْأَعرَابِي بعد ذَلِكَ يَقُولُ للرشيد: لَو عرفت لأبقيت، ولربما نفع الْحمق.

ترى هل ما نحن فيه من بلاء مدعاة للتحامق ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــ

الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي – النهرواني (ص: 253)

الهفوات النادرة  أبو الحسن الصابئ(ص: 33)

عقلاء المجانين لابن حبيب النيسابوري (ص: 35)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق