الثلاثاء، 8 فبراير 2022

أَعْدَى مِنَ الشَّنْفَرَى ويحدثوك عن العدائين . ويحدثنا تاريخنا عن عدائين لا تلحقهم الخيل العربية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أَعْدَى مِنَ الشَّنْفَرَى

ويحدثوك عن العدائين . ويحدثنا تاريخنا عن عدائين لا تلحقهم الخيل العربية

أقصى سرعة حققها العداء ليوسين بولت وكانت 37.58 كم / ساعة . وللعلم تبلغ سرعة الحصان العربي 48.28كم/سا وقد تزيد عن ذلك ومع كل هذا نجد بين العرب من تجاوز هذه السرعة . وممن اشتهر بين العرب من العدائين أسَيدُ بنُ جابِرٍ وهو الذي كان أَمْسَكَ الشنْفَرَى ـ وعمرُو بنُ بَرَّاقٍ، وتَأَبَّطَ شَرًّا وهو خال الشنفرى ، وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ. فهؤلاءِ لم تَلْحَقْهُم الخيلُ . والشنفرى : هو ثابت بن أوس الأزدي الشاعر من أهل اليمن. والشنفرى لقبه ومعناها هو العظيم الشفتين. مات ? - 70 ق. هـ / ? - 554 م ، وهو شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة . وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم. عاش الشنفري في بني سلامان بن مفرّج لا تحسبه إلا أحدهم حتى نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره، وكان اتخذه ولدا وأحسن إليه وأعطاه، فقال الشنفري لبنت ذلك الرجل : اغسلي رأسي يا أخيّة وهو لا يشك في أنها أخته، فأنكرت أن يكون أخاها ولطمته، فذهب مغاضبا حتى أتى الذي اشتراه من فهم، فقال له الشنفري: اصدقني ممن أنا؟ قال: أنت من الأواس بن الحجر، فقال: أما إنّي لن أدعكم حتى أقتل منكم مائة بما استعبدتموني، ثم إنه ما زال يقتلهم حتى قتل تسعة وتسعين رجلا . وفي مقتله قيل :  قعد له أسيد بن جابر السلاماني وخازم الفهميّ ومع أسيد ابن أخيه، فمر عليهم الشنفري، فأبصر السواد بالليل فرماه، وكان لا يرى سوادا إلا رماه كائنا ما كان، فشك ذراع ابن أخي أسيد إلى عضده، فلم يتكلم، فقال الشنفري: إن كنت شيئا فقد أصبتك وإن لم تكن شيئا فقد أمنتك، وكان خازم منبطحا بالطريق يرصده، فنادى أسيد: يا خازم أصلت، يعني اسلل سيفك. فقال الشنفري: لكلّ أصلت ، فأصلت الشنفري. فقطع إصبعين من أصابع خازم الخنصر والبنصر، وضبطه خازم حتى لحقه أسيد وابن أخيه نجدة، فأخذ أسيد سلاح الشنفري وقد صرع الشنفري خازما وابن أخي أسيد، فضبطاه وهما تحته، وأخذ أسيد برجل ابن أخيه، فقال أسيد: رجل من هذه؟ فقال الشنفري: رجلي، فقال ابن أخي أسيد: بل هي رجلي يا عم فأسروا الشّنفري، وأدّوه إلى أهلهم . ولما قتل الشّنفري وطرح رأسه مرّ به رجل منهم فضرب جمجمة الشنفري بقدمه، فعقرت قدمه فمات منها، فتمّت به المائة. وقالوا له حين أرادوا قتله: أين نقبرك؟ فقال:

لا تقبروني إنّ قبري محرّم ... عليكم ولكن أبشري أمّ عامر – وأم عامر هي الضبعة

إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري ... وغودر عند الملتقى ثمّ سائري

وقال تأبَّط شرَّا : يرثي الشَّنْفرَي

عَلى الشَّنْفرَي سَارِي الغَمامِ فَرَائحٌ ... غَزِيرُ الكُلَى أوْ صَيِّبُ المَاءِ بَاكِرُ

عَلَيْك جَدَاءٌ مِثْلُ يَوْمِكَ بالحَيّا ... وَقَدْ رَعَفَتْ مِنَي السُّيُوفُ البَوَاتِرُ

والشنفرى صاحب لامية العرب والتي شرحها الزمخشري أَعْجَبُ العَجَبِ في شَرْحِ لاميَّةِ العَرَبِ . وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالإنكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .

ومطلعها

أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم .. فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ

فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ .. وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ

وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى .. وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ

لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ  .. سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ

يا رب فرج عن سوريا وأهلها

ــــــ

مجمع الأمثال (2/ 46) - الوحشيات– أبو تمام (ص: 130) - الأغاني (21/ 122)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق