الأربعاء، 9 مايو 2018

عندي لسان ، وعندك لسان ، وسبني لسبك


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
عندي لسان ، وعندك لسان ، وسبني لسبك
ظاهرة جديدة على صفحات التواصل الاجتماعي ، نشر صور للتذكير بأهلنا
نفتخر بانتمائنا إليهم ، ونطمع بمن يطلب الرحمة لمن غدا تحت التراب منهم ، وممن اطلع على الصورة
وعلى مدار الساعة نستجر كثير اللعن لمن جعله الله سبباً في وجودنا
ربما كان آباؤنا ومن قبورهم ينادوننا .
يا ولدي : ( لا تنزِّلي ) صورة لتطلب الرحمة لي ، ومن ثم تستقطب شتائم ولعنات الدنيا لتصب علي .
يا ولدي : إن كان الشيطان في ذؤابة أعداء بني آدم
أسألك بالله : هل نحن مأمورون بسببه ؟!
شتائمك يا ولدي تذهب لتطال جارك إن خالفك ، ابن بلدك إن لم يوافقك
هل سمعت بأن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شتم أعداءه
فلقد ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "الكِبْر بَطَرُ الْحَقِّ وغَمْص النَّاسِ" وَيُرْوَى: "وَغَمْطُ النَّاسِ"  وَالْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ: احْتِقَارُهُمْ وَاسْتِصْغَارُهُمْ، وَهَذَا حَرَامٌ، فَإِنَّهُ قَدْ يَكُونُ الْمُحْتَقَرُ أَعْظَمَ قَدْرًا عِنْدَ اللَّهِ وَأَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ السَّاخِرِ مِنْهُ الْمُحْتَقِرِ لَهُ
وحتى السخرية من الناس أي الناس ، ليست من الأخلاق الكريمة يا ولدي
قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿١١﴾ سورة الحجرات
أسألك هل شتم صلاح الدين من لم يكن له عوناً على فتح بيت المقدس ، عربا كانوا ، أو غير عرب
أرجوك يا ولدي لا تستقطب لي بضع رحمات ، وتغمرني بعدها بالشَّتمات
أصلح لسانك يا ولدي فالشتائم لا ترفع ظلما
ما تنشره يقرأه يشاهده الكبار والصغار ، النساء والرجال
ألا تغار على بناتك ، أخواتك ، إن غدوا محل الشتم بسببك
وتجيب : ما عليش يا والدي سامحني ، هي فشت قهر
فشت قهر يا ولدي والناس بسببك تلعنني صباح مساء
فشت قهر والناس لا تتوقف عند سبي بل تغرق بسببك وبالسب حتى جدودك
أرجوك يا ولدي الله يرضا عليك : لا تترحم علي فرحماتك تجر إلي اللعنات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق