الجمعة، 6 أكتوبر 2017

المُشاكَلة

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
إذا أردت أن تفهم فلا بد لك من المُشاكَلة و المُشاكَلة هنا المُماثَلة
ويدرك هذا الأمر كل من مارس التربية ، بل إن الحياة العامة تفرض علينا المُشاكَلة
كيف بنا أن ننجح في مخاطبة طفل بلغة الكبار . وقد قالوا: الصبي عن الصبي أفهم، وكذلك الغافل فلا بد أن تتغافل لتصل للغافل، وكذلك الأحمق والأحمق، والغبي للغبي، والمرأة والمرأة.
ويؤكد ذلك قول الله تبارك وتعالى: " ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً ". أي في صورة رجل
حتى يسهل الأخذ عنه .
لأن الناس عن الناس أفهم، فمما أعان الله تعالى به الصبيان، أن قرب طبائعهم وقدرعقولهم من مقادير عقول المعلمين.
وسمع الحجاج - وهو يسير - كلام امرأة من دار قوم، فيه تخليط وهذيان، فقال: مجنونة، أو ترقص صبياً! ألا ترى أن أبلغ الناس لساناً، وأجودهم بياناً وأدقهم فطنة، وأبعدهم روية، لو ناطق طفلاً أو ناغى صبياً، لتوخى حكاية مقادير عقول الصبيان، والشبه لمخارج كلامهم، وكان لا يجد بداً من أن ينصرف عن كل ما فضله الله به بالمعرفة الشريفة، والألفاظ الكريمة. وكذلك تكون المشاكلة بين المتفقين في الصناعات.
الرسائل للجاحظ (3/ 37)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق