الجمعة، 6 أكتوبر 2017

معاناة الصحابة في المدينة المنورة

معاناة الصحابة في المدينة المنورة
ومن الهجرة النبوية الشريفة نتعلم ( الصبر احتسابا لله )
ومما صادف إبّان الهجرة أن كانت المدينة موبوءة (بحمّى) الملاريا، فلم تمض أيام حتى مرض بها أبو بكر، وبلال رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا.
وعانى الصحابة رُضْوَانُ الله عَلَيْهِمْ من جوّ المدينة ، والمهاجر حين يضنيه الألم تستيقظ عنده مشاعر الحنين إلى الوطن.
لهذا كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يصبّر الصحابة على احتمال الشدائد، تضحية لنصرة الإسلام
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي، إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا»
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ. قَالَتْ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمَا، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ [وَيَا بِلاَلُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟]
قَالَتْ: فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ - وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ.
وَكَانَ بِلاَلٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ فَيَقُولُ:
أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً، - بِوِادٍ ، وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ؟
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مَجَنَّةٍ؟ - وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ ؟
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرْتُهُ. فَقَالَ: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ. كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ.وَصَحِّحْهَا لَنَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ»

ـــــــــــــــــــــــــــــ
-       صحيح مسلم (2/ 1004)
-       موطأ مالك (5/ 1310)

المجنة : البقعة الغليظة تكون في الوادي
طَفِلَ : أصابَهُ التُّرَابُ فأفْسَدَه.
إِذْخِرٌ : اذّخر مِنْهُ ذخيرة لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِ
لأْوَاءُ : الشدة من مرض وجوع

الجُحْفَة" : مكان وإنما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنقل حمى المدينة إلى الجحفة؛ لأن الجحفة في ذلك الوقت كانت اليهود تسكنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق