الثلاثاء، 5 يوليو 2022

الوقوف بعرفة مرتين

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الوقوف بعرفة مرتين

سنة سبع وثمانين وسبعمائة كانت الوقفة الجمعة ، وثبت عن قاضي مكة بحضور قاضي القضاة عز الدين بن جماعة وغير من حجاج مصر والشام والعراق وكان يوم عرفة في مصر والإسكندرية يوم الخميس فأنكر الشيخ علاء الدين علي بن علمان التركماني بعد حج الناس على القاضي عز الدين وأفتى أَن حج النَّاس فَاسد وَيلْزم من وقف بِالنَّاسِ يَوْم الْجُمُعَة بِعَرَفَة جَمِيع مَا أنفقهُ الْحجَّاج من الْأَمْوَال وَأَنه يجب على الْحجَّاج كلهم أَن يقيموا محرمين لَا يطئوا نِسَائِهِم وَلَا يمسوا طيبا حَتَّى يقفوا بِعَرَفَة مرّة أُخْرَى. وشنع بذلك عِنْد الْأُمَرَاء وَأظْهر الْحزن على النَّاس والأسف على مَا أنفقوه من أَمْوَالهم. فشق ذَلِك على الْأَمِير طغيتمر الدوادار من أجل أَن زَوجته حجت فِيمَن حج وَأخذ خطّ ابْن التركمان. بِمَا تقدم ذكره. فَغَضب الشَّافِعِيَّة وأنكروا مقَالَته وردوها. وَقصد ابْن جمَاعَة أَن يعْقد مَجْلِسا فِي ذَلِك وَيطْلب ابْن التركماني ويدعى عَلَيْهِ. بِمَا أفتى بِهِ مِمَّا لَا يُوجد فِي كتب الْحَنَفِيَّة فَرَاجعه النَّاس عَن ذَلِك مَخَافَة الشناعة.

وفي سنة خمسين وثمانمائة اختلف في يوم عرفة فوقف الحاج في يوم الخميس والجمعة . وفي سنة ثمان وتسعين وثمان مئة وبسبب غلاء الأسعار بعرفة ومنى لم يحج غالب أهل المدينة ومع هذا  ولم ير جمعا قط مما اجتمع هذه السنة مع كثرته في العام الماضي مع قلة الحجاج منم العراق ووقف الناس بعرفة يومي الجمعة والسبت وأغلب الناس وقفوا في يوم السبت .

وفي رحلة الهتشوكي : سنة 1096 هـ يقول : ولما صليت العصر جاءنا محمد بن المصطفة التونسي فزعم أهل تونس تونس رأوا الهلال ليلة الشك . وأن الذين رأوه سبعة أحدهم من طلبة العلم وأوقفوا الناس في الشك فسألنا عنهم ليخبرونا بما زعموا ، فأخبرنا أنهم توجهوا إلى عرفة للوقوف وتبعهم الناس كلهم .

ـــــــــــــــــــــ

السلوك لمعرفة دول الملوك (4/ 44)

الرحلات الحجازية لأبي العباس أحمد الهشتوكي

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق