السبت، 30 يوليو 2022

لقمة بلقمة ومن حكايا السلف نتعلم في المعرة يقولون : كل شي قرضة ودين ، حتى دموع العين .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لقمة بلقمة

ومن حكايا السلف نتعلم

في المعرة يقولون : كل شي قرضة ودين ، حتى دموع العين .

والمثل فيه إشارة إلى أن أثر الفعل أينا كان لا وأن يرد بما يماثله ، والفارق هو الزمن ، قد يحوجنا الزمن ، ومرة أخرى قد يحتاج إلينا . قد نتمنى الأذى لمن نكره ، وقد يحوجنا الزمن إليهم في أشد قسوة لا تسمح لنا بالخيار .

حكى- ان رجلا سقاء بمدينة بخارى كان يحمل الماء الى دار صائغ مدة ثلاثين سنة وكان لذلك الصائغ زوجة صالحة فى نهاية الحسن والبهاء فجاء السقاء على عادته يوما وأخذ بيدها وعصرها فلما جاء زوجها من السوق قالت ما فعلت اليوم خلاف رضى الله تعالى فقال ما صنعت شيئا فألحت عليه فقال جاءت امرأة الى دكاني وكان عندي سوار فوضعته في ساعدها فأعجبني بياضها فعصرتها فقالت الله اكبر هذه حكمة خيانة السقاء اليوم فقال الصائغ أيتها المرأة انى تبت فاجعليني فى حل فلما كان الغد جاء السقاء وتاب وقال يا صاحبة المنزل اجعليني في حل فان الشيطان قد أضلني فقالت امض فان الخطأ لم يكن إلا من الشيخ الذي فى الدكان فانه لما غير حاله مع الله بمس الأجنبية غير الله حاله معه بمس الأجنبي زوجته .

حدّث أبو بكر البسطامي قال: كان لامرأة، ابن ، غاب عنها، غيبة منقطعة. فجلست تأكل يوما، فحين قطعت لقمة، وأهوت بها إليّ فيها. تصدّق منها سائل وقف بالباب، فامتنعت من أكل اللقمة، وحملتها مع تمام الرغيف، فتصدّقت بها، وبقيت جائعة. وكانت شديدة الحذر على ابنها، والدعاء بردّه، فما مضت إلّا ليال يسيرة على هذا الحديث، حتى قدم ابنها، فأخبر بشدائد مرّت به عظيمة. وقال: أعظم شيء مرّ على رأسي، أنّي كنت في وقت كذا، أسلك أجمة في البلد الفلاني، إذ خرج أسد، فقبض عليّ من حمار كنت فوقه، فغار الحمار فتشبّكت مخالب السبع، في مرقّعة كانت عليّ، فما وصلت إليّ، وذهب عقلي، وجرّني فأدخلني الأجمة. فما هو إلّا أن برك عليّ ليفرسني، حتى رأيت رجلا عظيم الخلق، أبيض الوجه والثياب، وقد جاء حتى قبض على قفا الأسد، وشاله حتى خبط به الأرض، وقال: قم يا كلب، لقمة بلقمة.

فقام السبع مهرولا، وثاب إليّ عقلي ، وطلبت الرجل، فلم أجده. وجلست ساعات، إلى أن عادت إليّ قوّتي، ثم نظرت إلى نفسي، فلم أجد بها بأسا، فمشيت، فلحقت القافلة، وأخبرتهم فعجبوا من خلاصي، ولم أدر ما معنى لقمة بلقمة. فنظرت المرأة إلى الوقت فإذا هو الوقت الذي أخرجت اللقمة من فيها، فتصدّقت بها. فأخبرته الخبر .

وأنا أخبر من كان سببا في أذانا والبلاء الذي نحن فيه فأقول : عين الله ترقبكم ، ولن يتركم أعمالكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة – أبو علي التنوخي(2/ 42)

روح البيان - إسماعيل حقي بن مصطفى الاستانبولي أبو الفداء (7/ 271)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق