السبت، 23 يوليو 2022

أسوأ الناس حالا

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أسوأ الناس حالا
السّوء نعت لكلّ شيء رديء. والسَّيَّىء والسَّيِّئة: عملان قبيحان .
قيل لبعض العلماء: من أسوأ الناس حالا؟ قال: من لا يثق بأحد لسوء ظنّه، ولا يثق به أحد لسوء فعله.
ترى هل وصلنا الحال إلى لدرجة أصبحنا فيها من أسوء الناس حال ؟! لقد ندرت الثقة ، واتسعت مساحة سوء الظن .
بمن نثق فالكل يريك من نفسه أنه الأصح . وإن نقبت مع الصبر وجدته متقلب الحال يلهث وراء منصب أو مال وجاه
ثوبه الظاهري النسك والطاهرة ، يستر داخله جسدا داخله الشيطان حتى امتزج مع الدم .
تحريض يتوجه ضد من لم في صفه حتى ينسدل التحريض تجاه الأهل إن كانوا خارج إطار نزواته . يسعد حين يتبنى الشتم والسب بحالة اعجاب تأتيه من جاهل ، وثناء من الشيطان .
أقول إن كل من جانب شرع الله من أسوء الناس حالا ، ولكن هل أمر الشرع الحكيم بتأجيج نار الفتنة بين أهل البلد الواحد
شرع الله أيها الأخوة ما جاء ليفرض قهرا من علٍ ، عمر بن عبد العزيز لم يفرض الصلاح على الناس بقوة القانون ، بل أصلح من نفسه فأصلح الله الرعية .
وهناك ما كان هدف ( تمشاية الحال ) و ( أشو بنا ) و ( فخار يطربش بعضو ) من أين جاء ؟ ولم ؟
حيرة تركبه لجهل سيطر عليه ، لا يبغي الخلاص منه .
قيل لبعض العلماء: من أسوأ الناس حالا؟ قال: عبد الله بن عبد الأعلى الشيباني، القائل عند موته: دخلتها جاهلا، وأقمت فيها حائرا، وأخرجت منها كارها- يعني الدنيا.
ولعل أم كلثوم وصفت حال هؤلاء
لبست ثوب العيش لم اُسْتَشَرْ .. وحِرتُ فيه بين شتى الفِكر
وسوف انضو الثوب عني ولم .. أُدْرِكْ لماذا جِئْتُ أين المفر
ويبقى المخلصون في حالة ألم
قال أبو الطيب المتنبي :
وأتعَبُ خلق اللهِ من زاد همّه ... وقصّر عمّا تشتَهي النّفْسُ وجدُه
ـــــــــــــــــــ
البرصان والعرجان والعميان والحولان - الجاحظ(ص: 32)
البيان والتبيين (3/ 113)
الوساطه بين المتنبي وخصومه ونقد شعره – الجرجاني (ص: 387)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق