الثلاثاء، 26 يوليو 2022

التاريخ علم وفضيلة : وقفة عند عادات عربية جاهلية : جانب من المعتقدات الدينية عادات في الأشهر الحُرُم – أهل الوبر وأهل المدر - الذبائح

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

التاريخ علم وفضيلة : وقفة عند عادات عربية جاهلية :

جانب من المعتقدات الدينية

عادات في الأشهر الحُرُم  – أهل الوبر وأهل المدر - الذبائح

 وكانت العرب في الجاهلية تتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم فتشق عليهم، فكانوا يولون الموسم رجلاً يسمعون له ويطيعون، فإذا أرادوا الصدر عن الحج قام فقال: أنا الذي لا أحاب ولا أعاب. فيقال له: صدقت. أنسئنا شهراً. يريدون أخر عنا حرمة المحرم إلى صفر وأحل المحرم. فيفعل ذلك. وإنما يدعوهم إلى ذلك توالى ثلاثة أشهر حرم لا يغيرون فيها، وإنما كان معاشهم من الإغارة، فكان يحل لهم المحرم ويحرم عليهم صفراً عاماً، فإذا كان العام الآخر أعاد تحريم المحرم وأحل صفراً. ولم يكونوا يفعلون ذلك في كل عام.

 (إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله) أي ليوفقوا عدة الشهور التي حرم الله، فإذا أحلوا شهراً مكانه شهراً لتكون العدة سواء.

وَكَانُوا إِذا كَانَت مداراة أَو نِكَاح أَو أَمر يريدونه، فَلَا يَدْرُونَ مَا الْأَمر فِيهِ، وَلم يَصح لَهُم، أخذُوا قداحاً لَهُم فِيهَا افْعَل، وَلَا تفعل، وَنعم، لَا، خير، شَرّ، بطيء، سريع أما المداراة فَإِن قداحها كَانَت بيضًا لَيْسَ فِيهَا شَيْء، كَانُوا يجيلونها، فَمن خرج سَهْمه فَالْحق لَهُ، وللحضر وَالسّفر سَهْمَان فَيَأْتُونَ السادن من سدنة الْأَوْثَان فَيَقُول السادن: اللَّهُمَّ أَيهمَا كَانَ خيرا فَأخْرجهُ لفُلَان: فيرضى بِمَا خرج لَهُ. وَإِذا شكوا فِي نسب الرجل أجالوا لَهُ القداح وفيهَا: صَرِيح وملصق فَإِن خرج الصَّرِيح ألحقوه بهم وَلَو كَانَ دعياً، وَإِن خرج الملصق نفوه وَإِن كَانَ صَرِيحًا، فَهَذِهِ قداح الاستقسام.

وأهل الْمدر : كَانُوا إِذا حرثوا حرثاً، وغرسوا غرساً، خطوا فِي وَسطه خطا، فقسموه بَين اثْنَيْنِ، فَقَالُوا: مَا دون هَذَا الْخط لآلهتهم، وَمَا وَرَاءه لله. فَإِن سقط مِمَّا جعلُوا لآلهتهم أَقروهُ، وَإِذا أرْسلُوا المَاء فِي الَّذِي لآلهتهم فانفتح فِي الَّذِي سموهُ لله سدوه .

وكَانَ أهل الْوَبر يقطعون لآلهتهم من أَمْوَالهم من اللَّحْم، وَأهل الْمدر يقطعون لَهَا من الْحَرْث، فَكَانَت النَّاقة إِذا أنجبت خَمْسَة أبطن عَمدُوا إِلَى الْخَامِس - مَا لم يكن ذكرا - فشقوا أذنها وتركوها فَتلك الْبحيرَة .

وَيصب دَمهَا على رَأس الصَّنَم، وَذَلِكَ يَفْعَلُونَهُ فِي رَجَب

ــــــــــــــــــــــــ

الفاخر – ابن عاصم (ص: 266)

نثر الدر في المحاضرات – الآبي (6/ 236)

 

أهل الْوَبر : يَعْنِي أهل الْإِبِل ذَات الْوَبر

أهل المَدَر: سكان البيوت المبنيّة، خلاف أهل الوبَر وهم البدو سكان الخِيام.

المداراة: المخالفة والمدافعة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق