الأحد، 10 يوليو 2022

خير الناس وشر الناس

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

خير الناس وشر الناس

قالوا: خير الناس خير الناس للناس، وشر الناس شرّ الناس للناس»

وقيل لأحد العباد : من شرّ الناس؟ قال: من لا يبالي أن يراه الناس مسيئا

وقيل لآخر: من شر الناس؟ قال: القاسي. فقيل: أيما شر، الوقح  أم الجاهل، أم القاسي؟؟ قال: القاسي.

وذكر أنه تنافر رجلان من بني أسد إلى هرم بن سنان المرّيّ في الشرّ وعنده الحطيئة فقال أحدهما: إني بقيت زماناً وأنا أرى أني شر الناس وألأمهم حتى أتاني هذا فزعم أنه شر مني، فقال هرم: أخبراني عنكما. فقال أحدهما: لم يمر بي أحد قط إلا اغتبته ولا ائتمنني إلا خنته ولا سألني إلا منعته.

وقال الآخر: أما أنا فأبطر الناس في الرخاء وأجبنهم في اللقاء وأقلهم حياء وأمنعهم خباء. فقال هرم: وأبيكما لقد ترددتما في الشر ولكن أخبركما بمن هو شر منكما! قالا: ما ولدت ذاك النساء! قال: بلى، هذا الحطيئة هجا أباه وأمه ونفسه ومن أعطاه ومن أحسن إليه، فقال لأبيه:

لحاك الله ثم لحاك حقاً ... أباً ولحاك من عمّ وخال

فبئس الشيخ أنت على النوادي ... وبئس الشيخ أنت لدى المعالي

جمعت اللؤم لا حياك ربي ... وأبواب المخازي والضلال

وقال لأمه:

تنحّي فاقعدي مني بعيداً ... أراح الله منك العالمينا

أغربالاً إذا استودعت سراً ... وكانوناً على المتحدثينا

ألم أوضح لك البغضاء مني ... ولكن لا إخالك تعلمينا

وقال لنفسه:

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بشرٍّ فما أدري لمن أنا قائله

أرى لي وجهاً شوه الله خلقه ... فقُبّح من وجهٍ وقبح حامله

وقال لمن أعطاه:

سألتُ فلم تبخل ولم تُعطِ نائلاً ... فسيّان لا ذمٌ عليك ولا حمد

واليوم تشر أشرارا تجوز شرهم البلاد والعباد ، دمروا الحجر والشجر . دون مبالاة بوطن وأهل . والأعجب أنهم يفخروا بما صنعوا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

البخلاء للجاحظ (ص: 221)

البيان والتبيين (3/ 113)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق