الأحد، 3 يوليو 2022

الذي يبقى والذي يفنى ومن حكايات السلف الصالح نتعلم نصيب بن رياح وعبد الله بن جعفر

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الذي يبقى والذي يفنى

ومن حكايات السلف الصالح نتعلم

نصيب بن رياح وعبد الله بن جعفر

الكثيرون في حالة استعجال للوصول إلى منصب والمنصب لا يدوم فكيف إذا كان الوصول إليه بالتسلق على رقاب الناس ، وآخرون في حالة هلع لجمع المال وهو مكفول من قبل الخالق لمن أمن وكذلك لغير المؤمن والمال عرض زائل ولن يموت مخلوق قبل أن يستوفي ما قسم له من رزق . قيل أن سيدنا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  دخل المسجد وقال لرجل كان واقفا على باب المسجد: أمسك عليّ بغلتي، فأخذ الرجل لجامها، ومضى وترك البغلة، فخرج علي وفي يده درهمان ليكافىء بها الرجل على إمساكه بغلته فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى، ودفع لغلامه درهمين يشتري بهما لجاما، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين فقال عَلِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  . أن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر ولا يزداد على ما قدر له. وقد يفضي المنصب على لذته إلى النار ، ومعلوم أن لذته تفنى مهما طالت وتزول سريعا بزواله . وقد يفضي المنصب إلى ظل الله يوم لا ظل إلا ظله وهذا الذي يبقى . عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا ، أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ مِنْهَا»؟ قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا».

مدح نصيب بن رياح الشاعر عبد الله بن جعفر ، فأمر له بمال كثير وكسوة ورواحل. فقيل له: تفعل هذا بمثل هذا العبد الاسود؟ فقال: أما والله لئن كان عبدا إن شعره لحر، وإن كان أسود إن ثناءه لأبيض. وإنما أخذ مالا يفنى، وثيابا تبلى، ورواحل تنضي ، وأعطي مديحا يروي، وثناء يبقى.

ودخل ابن هرم بن سنان على عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  ، فقال له: من أنت: قال: أنا ابن هرم بن سنان، قال: صاحب زهير؟ قال: نعم. قال: أما إنه كان يقول فيكم فيحسن! قال: كذلك كنا نعطيه فنجزل! قال: ذهب ما أعطيتموه وبقي ما أعطاكم.

المتسارعون إلى رغبات الدنيا كان سبب بلائنا

فيا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

سنن الترمذي (4/ 644)

العقد الفريد (6/ 143)

الكشكول – الهمذاني (1/ 234)

المستطرف في كل فن مستطرف – الأبشيهي (ص: 81)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق