صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
مازلنا
مع الحج
معاناة
حجاج بيت الله الحرام حال أدائهم مناسك الحج ، في نهاية القرن الثالث عشر الهجري
يحكي
السنوسي التونسي الذي وصل إلى جدة سنة 1299 هـ 1883م عن عن أعمال المزورين ويصفها
بأنها فوق ما يعقل من جهة التزوير . فترى وجوه الزور يتجاذبون الحاج المسكين من
ثياب إحرامه إلى قبور مواتاهم بعد أن يوقفوا عندها بعضا من شيعتهم وممن اشتركوا
معهم ، ويقولون للحجاج هل تحب أن تزور قبر سيدنا فلان ؟ ويغرونهم بدفع المال
للشركاء . وربما تأمروا عليه واغتصبوا منهم ما يسمونه صدقة . ومن المشاهد أن آخرون
ينتصبون على الطريق ويبسطون منديلا مستطيلا على مكان مرتفع من الأرض ، وربما كان
مزبلة ويقولون لمارة الحجاج أعد الزيارة لصاحب هذا القبر إلى غير ذلك من الحيل ،
ويحمد الله أن خلصه من أيدهم مخلصا حسنا . ويقول السنوسي في موضع آخر وجلست للوضوء
مستقبلاً مشاعل منازلنا ، وبينما كنت جالسا حدثتني نفسي شبه أخبار أن هؤلاء البدو
إن ظفروا بأحد الحجاج أمسكوا على فيه ، وأخذوه لصحرائهم لأخذ سلبه وكان وقتها معي
مبلغا من المال يستحيل استيفاء الحياة على حامله فخشيت أن يأتي علي أحد من الوراء ،
ولما التفت رأيت صعلوكا ليس عليه إزارا يستر العورة المغلظة ، وهو أسود ، وبيده
قطعة رافع بها على رأسي لينزل بها عند قيامي فنقدح في خاطري : من فاز برأسه فقد
أفلح وأنزلت رأسي إلى أسفل وتقدمت به إلى أمام حتى تحققت خروجه من تحت ضربته ، كل
ذلك وظلام الليل هو الستار ، وعند قيام وأخذي في الفرار نزل بضربته فأصابت عضدي وأيست
من سلامة يدي وحمدت الله على سلامة الرأس ، وناديت أتباعنا ، فما تلاقينا إلا
والرجل لحق برؤوس الجبال ، غير أني وقعت مغشيا عليّ ، ولما أفقت طالبت بدوية من
نساء تلك الحي لمداواتها ، فأوقد نارا عظيمة ، وأتت بخرقة زرقاء أحكمت لفتها ،
وقابلتها بالنار إلى أن اشتد حميمها فباشرت زندي إلى أن لان الانتفاخ فجزت عليه
بالزيت ومضت .
وللموضوع
تتمة بإذن الله تعالى
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــ
الرحلة
الحجازية لمحمد السنوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق