الأربعاء، 20 يوليو 2022

معاناة حجاج بيت الله الحرام حال أدائهم مناسك الحج ، في نهاية القرن الثالث عشر الهجري

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مازلنا مع الحج

معاناة حجاج بيت الله الحرام حال أدائهم مناسك الحج ، في نهاية القرن الثالث عشر الهجري

يحكي السنوسي التونسي الذي وصل إلى جدة سنة 1299 هـ 1883م عن عن أعمال المزورين ويصفها بأنها فوق ما يعقل من جهة التزوير . فترى وجوه الزور يتجاذبون الحاج المسكين من ثياب إحرامه إلى قبور مواتاهم بعد أن يوقفوا عندها بعضا من شيعتهم وممن اشتركوا معهم ، ويقولون للحجاج هل تحب أن تزور قبر سيدنا فلان ؟ ويغرونهم بدفع المال للشركاء . وربما تأمروا عليه واغتصبوا منهم ما يسمونه صدقة . ومن المشاهد أن آخرون ينتصبون على الطريق ويبسطون منديلا مستطيلا على مكان مرتفع من الأرض ، وربما كان مزبلة ويقولون لمارة الحجاج أعد الزيارة لصاحب هذا القبر إلى غير ذلك من الحيل ، ويحمد الله أن خلصه من أيدهم مخلصا حسنا . ويقول السنوسي في موضع آخر وجلست للوضوء مستقبلاً مشاعل منازلنا ، وبينما كنت جالسا حدثتني نفسي شبه أخبار أن هؤلاء البدو إن ظفروا بأحد الحجاج أمسكوا على فيه ، وأخذوه لصحرائهم لأخذ سلبه وكان وقتها معي مبلغا من المال يستحيل استيفاء الحياة على حامله فخشيت أن يأتي علي أحد من الوراء ، ولما التفت رأيت صعلوكا ليس عليه إزارا يستر العورة المغلظة ، وهو أسود ، وبيده قطعة رافع بها على رأسي لينزل بها عند قيامي فنقدح في خاطري : من فاز برأسه فقد أفلح وأنزلت رأسي إلى أسفل وتقدمت به إلى أمام حتى تحققت خروجه من تحت ضربته ، كل ذلك وظلام الليل هو الستار ، وعند قيام وأخذي في الفرار نزل بضربته فأصابت عضدي وأيست من سلامة يدي وحمدت الله على سلامة الرأس ، وناديت أتباعنا ، فما تلاقينا إلا والرجل لحق برؤوس الجبال ، غير أني وقعت مغشيا عليّ ، ولما أفقت طالبت بدوية من نساء تلك الحي لمداواتها ، فأوقد نارا عظيمة ، وأتت بخرقة زرقاء أحكمت لفتها ، وقابلتها بالنار إلى أن اشتد حميمها فباشرت زندي إلى أن لان الانتفاخ فجزت عليه بالزيت ومضت .

وللموضوع تتمة بإذن الله تعالى

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــ

الرحلة الحجازية لمحمد السنوسي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق