الخميس، 23 يونيو 2022

شَذَرَات مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه من مناظرات الإمام الشافعي مع محمد بن الحسن

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

شَذَرَات مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ  مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه

من مناظرات الإمام الشافعي مع محمد بن الحسن

قال الشافعي بلغني أن محمد بن الحسن يخالف في مسألة فقال يا محمد أنك تخالفنا في الغضب

قال محمد إنما هو من طريق المناظرة

قال لي لقد بلغني غير هذا أفتناظرني قلت إني أجلك عن المناظرة

قال لا فافعل فلما رأيت ذلك قلت له هات

قال الشافعي ما تقول في رجل اغتصب من رجل ساجة فبنى عليها بنيانا فأنفق عليه ألف دينار فجاء صاحب الساجة فأتى بشاهدين عدلين أنها ساحته وان هذا الرجل غصبه عليها

قال محمد : أقول لصاحب الساجة ترضى بأن تأخذ القيمة فإن رضي دفعت إليه قيمتها وإن أبى قلعت البنيان من الساجة ودفعتها إليه

قال الشافعي : أفليس قد قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لا ضرر ولا ضرار

قال محمد :  من أدخل عليه الضرار إنما هو أدخل الضرر على نفسه

قال الشافعي : فما تقول في رجل اغتصب من رجل خيط إبريسم ( حرير ) فخاط به بطنه فجاء صاحب الخيط فأقام البينة بشاهدين عدلين أن هذا الخيط خيطه وأنه اغتصبه عليه أكنت تنزع الخيط من بطن هذا فتدفعه إليه

قال محمد : لا قال فما تقول في رجل اغتصب من رجل لوحا فأدخله في سفينة ثم لجج البحر فأقام صاحب اللوح البينة بشاهدين عدلين أن هذا اللوح لوحه وأنه غصبه إياه أكنت تنزع اللوح من السفينة وتدفعه إلى الرجل المحق

قال محمد : لا  . قال الشافعي الله أكبر تركت قولك وقال أصحابه تركت قولك

قال الشافعي لهم مهلا : لا تعجلوا ثم قلت له ما تقول أنت لو كانت الساجة ساجته لم يغصب عليها أحدا فأراد أن يهدم البنيان الذي قد أنفق عليه ألف دينار كان ذلك له مباحا ؟

قال محمد : نعم

قال الشافعي : أرأيت لو كان الخيط خيط نفسه ثم أراد أن ينزعه أكان له نزع ذلك ؟

قال محمد : لا

قال الشافعي :رحمك الله فلم تقيس على مباح محرما وقال الشافعي :فكيف تصنع بصاحب اللوح ؟

قال محمد : آمره أن يقرب إلى أقرب المراسي إليه مرسى لا يكون عليه وعلى أصحابه فيه هلكة ثم أنزع اللوح فأدفعه إلى صاحبه وأقول لصاحب السفينة أصلح سفينتك

ثم قال الشافعي : له ولكن ما تقول أنت في رجل اغتصب رجلا من الزنج جارية فأولدها أولادا كلهم قد قرأ القرآن وخطب على الناس وقضى بين المسلمين ثم جاء صاحب الجارية فأقام البينة بشاهدين عدلين أن هذه الجارية جاريته وأنه غصبه عليها وأولادها هؤلاء الأولاد كلهم بم كنت تحكم في ذلك كله قال كنت أجعلهم رقيقا له وأرد الجارية عليه قلت له أنشدك الله أيما أعظم ضررا أن تجعل أولاده هؤلاء رقيقا ؟ أم تنزع البنيان من الساجة ؟

فترك محمد بن الحسن قوله ورجع لقول الشافعي

تاريخ دمشق لابن عساكر (51/ 284)

طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (2/ 141)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق