الأحد، 12 يونيو 2022

زَيْدُ الْخَيْلِ ، وسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدُ الْخَيْرِ ولقطات من صورة حياته رضي الله عنه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

زَيْدُ الْخَيْلِ ، وسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدُ الْخَيْرِ

ولقطات من صورة حياته رضي الله عنه

قَدِمَ وَفْدُ طَيِّء عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا، رَأْسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ زَيْدُ الْخَيْلِ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ؛ فَأَسْلَمُوا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذُكِرَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا رَأَيْتُهُ دُونَ مَا ذُكِرَ لِي , إِلَّا مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ , فَإِنَّهُ لَمْ يُبْلَغْ كُلَّ مَا فِيهِ» ، ثُمَّ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدُ الْخَيْرِ، وَقَطَعَ لَهُ فَيْدَ وَأَرَضِينَ , وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا. وَكَانَ مِنْ قَوْلِ زَيْدٍ , يَوْمَ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَيَّدَنَا بِكَ، وَعَصَمَ لَنَا دِينَنَا بِكَ، فَمَا رَأَيْتُ أَخْلَاقًا أَحْسَنَ مِنْ أَخْلَاقٍ تَدْعُو إِلَيْهَا، وَقَدْ كُنْتُ أَعْجَبُ لِعُقُولِنَا، وَاتِّبَاعِنَا حَجَرًا نَعْبُدُهُ، يَسْقُطُ مِنَّا فَنَظَلُّ نَطْلُبُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَزِيَادَةٌ أَيْضًا» يَعْنِي بِذَلِكَ: الْإِيمَانُ أَيْضًا أَكْثَرُ. فَلَمَّا خَرَجَ زَيْدٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَدِينَةُ وَبِيَّئةٌ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ يَنْجُ زَيْدٌ مِنْ أُمِّ مِلْدَمٍ» . فَلَمَّا انْتَهَى مِنْ بَلَدِ نَجْدٍ إلَى مَاءٍ مِنْ مِيَاهِهِ، يُقَالُ لَهُ فَرَدَةَ، أَصَابَتْهُ الْحُمَّى بِهَا فَمَاتَ، وَلَمَّا أَحَسَّ زَيْدٌ بِالْمَوْتِ قَالَ:

أَمُرْتَحِلٌ قَوْمِي الْمَشَارِقَ غُدْوَةً ... وَأُتْرَكُ فِي بَيْتٍ بِفَرَدَةَ مُنْجِدِ

أَلَا رُبَّ يَوْمٍ لَوْ مَرِضْتُ لَعَادَنِي ... عَوَائِدُ مَنْ لَمْ يُبْرَ مِنْهُنَّ يَجْهَدُ

وحين وصل قومه للديار نظرت امرأته - وكانت على الشّرك - إلى الراحلة ليس عليها زيد ضربتها بالنار وقالت:

ألا إنما زيد  لكلّ عظيمة ... إذا أقبلت أوب الجراد رعالها

لقاهم فما طاشت يداه بضربهم ... ولا طعنهم حتى تولّى سجالها

وكان زيد الخيل فارسا مغوارا مظفّرا شجاعا بعيد الصّيت في الجاهلية، وكان رضي الله عنه، إذا ركب الخيل، خطت رجلاه الأرض واسمه زيد بن مهلهل بن زيد الطائي، وكان كثير الخيل، لم يكن لأحد من قومه، ولا لكثير من العرب إلا الفرس أو الفرسان، وكان له الخيل الكثيرة منها الهطال والكميت والورد والكامل ولاحق ودموك . ولعل ذلك تسميته زيد الخيل

وَكَانَ لِزَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ: مِكْنَفُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى، وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَهِدَ قِتَالَ أَهْلِ الرِّدَّةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ لَهُ بَلَاءٌ، وَحُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ كَانَ فَارِسًا، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَهِدَ الرِّدَّةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ شَاعِرًا، وَعُرْوَةُ بْنُ زَيْدٍ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ، وَقُسَّ النَّاطِقِ , وَيَوْمَ مِهْرَانَ , فَأَبْلَى , وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا،

الطبقات الكبرى – ابن سعد(ص: 637)

معجم البلدان – يا قوت الحموي (5/ 227)

حياة الحيوان الكبرى – الدميري (1/ 315)

فيد: اسْم مَكَان بشرقى سلمى أحد جبل طيِّئ. وَهُوَ الّذي ينْسب إِلَيْهِ حمى فيد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق