الأحد، 26 يونيو 2022

حين يكذب الشاعر بين والأحوص الأنصاري وأم جعفر الأنصارية . لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين يكذب الشاعر

بين والأحوص الأنصاري وأم جعفر الأنصارية . لنا مثل

في شرعنا لا يجوز القذف وفي معنى الْقَذْف كانت العرب تقَوْل (يَا ابْن مُلْقَى أَرْحُلِ الرُّكبان) ويفسَّرُهُ قَول زُهَيْر:

ومَنْ لَا يَزَلْ يسترْحِلِ الناسَ نَفْسَهُ .. وَلَا يُعْفِهَا يَوْماً من الذُّل يَنْدَمِ . والقَذَفَ للبريءٌ ، والاسم: البُهتانُ .

عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدٍ مِنْ كِنْدَةَ، قَالَ عَفَّانُ: لَا يَرَوْنِي أَفْضَلَهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَزْعُمُ أَنَّكَ مِنَّا؟ قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنُ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا» أي لا نَعِيبُ أُمَّنا ولا نَرْميها بالزِّنا، وقيل: مَعْناه لا نَترُكُ النَّسَبَ إلى الآباءِ، ونَنتَسِبُ إلى الأمَّهاتِ ونَتْبَعُهنَّ

وأشد أشكال القذف الاتهام في الشرف . أبو جهل فرعون الأمة : ترى هل يجوز لنا أن نتهمه بما لم يفعله ؟!

قطعا لا يجوز لنا اتهام الكافر والطعن عليه بما لم يفعله رجلا كان أو امرأة الأحوص الشاعر أكثر من التشبيب بأمّ جعفر، وهي امرأة من الأنصار ، ولم يكن بينهما معرفة، فنهاه عنها أخوها أيمن فلم ينته. فاستعدى عليه عمر بن عبد العزيز، فربطهما في حبل ودفع إليهما سوطين وقال لهما: تجالدا، وقد ذكرنا خبرهما في ذلك في باب الأجوبة الدامغة. فلما أعيا أمّ جعفر أمر الأحوص جاءت إليه وهي منتقبة فوقفت عليه في مجلس قومه ولا يعرفها، فقالت: اقضني ثمن الغنم التي ابتعتها مني، قال: ما ابتعت منك شيئا. فأظهرت كتابا . قد وضعته عليه وبكت وشكت حاجة وضرّا وقالت: يا قوم كلّموه، فلامه قومه وقالوا له: أوصل إلى المرأة حقّها. فجعل يحلف ما يعرفها ولا رآها قطّ. فكشفت وجهها وقالت: ويلك، ما تعرفني؟! فجعل يحلف مجتهدا أنّه ما رآها قطّ ولا يعرفها، حتى استفاض قولها وقوله، واجتمع الناس وكثروا وسمعوا ما دار بينهما، وكثر لغطهم. ثم قامت وقالت: يا عدوّ الله، صدقت، والله ما لي عليك حقّ ولا تعرفني، وقد حلفت على ذلك وأنت صادق، وأنا أمّ جعفر وأنت تقول: قلت لأمّ جعفر، وقالت لي أمّ جعفر في شعرك. فخجل الأحوص وانكسر عند ذلك، وبرئت عندهم.

ونسخر ألسنتنا في اتهام من نعاديه لا نبالي إن قلنا فيه ما نشاء . ثم نسأل الله رفع البلاء عنا .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــ

مسند الإمام أحمد (36/ 165)

الأعلام للزركلي (4/ 116)

التذكرة الحمدونية (8/ 245)

 

 

الأحوص الأنصاري

? - 105 هـ / ? - 723 م عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم الأنصاري. من بني ضبيعة ، لقب بالأحوص لضيق في عينه، شاعر إسلامي أموي هجّاء، صافي الديباجة، من طبقة جميل بن معمر ونصيب، وكان معاصراً لجرير والفرزدق.

وهو من سكان المدينة. وفد على الوليد بن عبد الملك في الشام فأكرمه ثم بلغه عنه ما ساءه من سيرته فردّه إلى المدينة وأمر بجلده فجلد ونفي إلى دهلك (وهي جزيرة بين اليمن والحبشة) كان بنو أمية ينفون إليها من يسخطون عليه.

فبقي بها إلى ما بعد وفاة عمر بن عبد العزيز وأطلقه يزيد بن عبد الملك، فقدم دمشق ومات بها، وكان حماد الراوية يقدمه في النسيب على شعراء زمنه.

الأعلام للزركلي (4/ 116)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق