السبت، 18 يونيو 2022

حين يتحدث الوفاء ومن المرأة العربية لطيفة الحدانية لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين يتحدث الوفاء

ومن المرأة العربية لطيفة الحدانية لنا مثل

وذا الوفاء من الناس إذا سقط عنده صاحبه سقطةً نظر فيها، وعرف قدر مبلغ خطئه عمداً كان أو خطأً. ثم ينظر هل في الصفح عنه أمرٌ يخاف ضره وشينه؟ فلا يؤاخذ صاحبه بشيءٍ يد فيه إلى الصفح عنه سبيلاً.

لطيفة الحدانية. شاعرة عباسية. لا يعرف تاريخ مولدها أو وفاتها وهي من بني عامر ، تزوجها ابن عم لها هو عامر بن صعصعة وولعت به ولعاً شديداً، ولكنه ما لبث أن مرض مرضاً عضالاً أودى بحياته. فغمرها حزن شديد، ورثته شعرا . وكان لها ابنا عمّ، فصارا إلى بعض شيوخهم، فقالا له: فلانة جاريةٌ شابةٌ، والقالة إلى مثلها سريعةٌ ( كَثُرَت قالَةُ الناس ) ، فوجّه إليها فلتحضرْ، واعرِض عليها أيّنا أهوى إليها، حتى يتزوجها. فوجه الشيخ إليها، فأتته، فعرض عليها مقالتهما. فأطرقت مليّاً تنكُتُ الأرض، حتى حفرت فيها حفيرةً، وملأتها من دموعها. وكان زوجها دُفن بمقبرةٍ تدعى بحَوضى، فالتفتت إلى ابني عمها، وأنشأت تقول:

فَإِن تَسألاني فيمَ حُزني فإنّني       رَهينة هَذا القبرِ يا فتيانِ

وَإِن تَسأَلاني عَن هَوايَ فإنّه       مُقيم بِحَوضي أيّها الرجلانِ

وَإِنّي لأستحييهِ والترب بيننا       كَما كنتُ أَستحييه حين يراني

أَهابُكَ إِجلالاً وَإن كنتَ في الثرى       وَأَكره حقّاً أَن يسؤكَ مَكاني

واتجهت بعدها نحو قبر زوجها واندفعت في البكاء وجعلت تقول:

يا صاحب القبر يا من كان ينعم بي ... بالا ويكثر في الدنيا مواساتي

قد زرت قبرك في حلي وفي حلل ... كأنني لست من أهل المصيبات

أردت آتيك فيما كنت أعرفه ... أن قد تسر به من بعض هيآتي

فمن رآني رأى عبرى مولهة ... عجيبة الزي تبكي بين أموات

واليوم قل الوفاء فلا وفاء لوطن ولا أهل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

الموشى الظرف والظرفاء - الوشاء (ص: 113)

العقد الفريد (3/ 232)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق