الثلاثاء، 28 يونيو 2022

من حج خفية الملك الظاهر بيبرس وجه مشرق في تاريخنا

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من حج خفية

الملك الظاهر بيبرس وجه مشرق في تاريخنا

وأبدأ في الهيئة التي ذهب فيها لأداء فريضة الحج 669 هـ 1271م والفرنجة يترقبون غفلة منه للانقضاض على الثغور الإسلامية . في نفس العام، تظاهر بالذهاب للصيد في الكرك، لكنه ذهب لأداء فريضة الحج وحده في مكة.

وحجّ معه الأمير بدر الدّين بيليك الخَزْنَدَار، والقاضي صدر الدين سليمان، وفخر الدّين بن لقمان، وتاج الدّين ابن الأثير ونحو ثلاثمائة مملوك، وجماعة من أعيان الحلْقة. فقدِم المدينة في أواخر ذي القعدة.

هناك، اختلط مع العامة. وأدى الفريضة وقام بالصلاة في المسجد الحرام، وهو بدون حارس أو رفيق. ثمّ تصدَّق بصَدَقَاتٍ، وحجّ، ووقف بعَرَفَة يوم الجمعة ، ثمّ أفاض. وغسّل الكعبة بماء الورد ، وطيَّبها بيده، وأقام إلى ثالث عشر ذي الحجّة، وصار كأحد الناس لا يحرسه إلا الله تعالى . منفردا يصلي وحده ، ويطوف وحده ويسعى وحده بين جميع الناس على اختلاف طبقاتهم وتباين أجناسهم ، وما منهم إلا من يرمي إليه إحرامه فيغسله له بيده ويناوله لصاحبه وجلس على باب الكعبة وأخذ بأيد الناس ليطلعهم عليها فتعلق بعض العامة على إحرامه فقطعه وكاد يلقي السلطان على الأرض وهو مستبشر . وعلق كسوة الكعبة بيده ومعه خواصه وغادر مكة في الثالث عشر من ذي الحجة فزار المدينة، ووصل الكَرَك يوم التّاسع والعشرين من الشهر رحمه الله تعالى .

ـــــــــــــــــــــ

تاريخ الإسلام الإمام الذهبي  (49/ 44).



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق