الأحد، 5 يونيو 2022

المصلحة وجه من وجوه البلاء تفريط بالمقدسات . وقد يصل الأمر لتبديل الدين ومن التاريخ نتعلم – زَرَّادٌ وأنطاكية – الحافظي ونكبت دمشق – البياسي بدل دينه وكان مع النصارى في الأندلس

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المصلحة وجه من وجوه البلاء

تفريط بالمقدسات . وقد يصل الأمر لتبديل الدين

ومن التاريخ نتعلم – زَرَّادٌ وأنطاكية – الحافظي ونكبت دمشق – البياسي بدل دينه وكان مع النصارى في الأندلس

الاصلاح: نقيض الإفْساد. والمَصْلَحة والاستصلاح: نقيض الاستفساد. إلا أن ضعفاء النفوس من الناس ومن هم غارقون في أنانية ( الأنا ) جعلوا الإفساد صلاحا إن كان السبيل لتحقيق نزواتهم وأهواءهم . قال الله تعالى : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴿١١﴾ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٢﴾سورة البقرة

فَلَمَّا طَالَ مُقَامُ الْفِرِنْجِ عَلَى أَنْطَاكِيَةَ رَاسَلُوا أَحَدَ الْمُسْتَحْفِظِينَ لِلْأَبْرَاجِ، وَهُوَ زَرَّادٌ يُعْرَفُ بِرُوزَبَةَ، وَبَذَلُوا لَهُ مَالًا وَأَقْطَاعًا، وَكَانَ يَتَوَلَّى حِفْظَ بُرْجٍ يَلِي الْوَادِيَ، وَهُوَ مَبْنِيٌّ عَلَى شُبَّاكٍ فِي الْوَادِي، فَلَمَّا تَقَرَّرَ الْأَمْرُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ هَذَا الْمَلْعُونِ الزَّرَّادِ، جَاءُوا إِلَى الشُّبَّاكِ فَفَتَحُوهُ، وَدَخَلُوا مِنْهُ، وَصَعِدَ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ بِالْجِبَالِ، فَلَمَّا زَادَتْ عِدَّتُهُمْ عَلَى خَمْسِمِائَةٍ ضَرَبُوا الْبُوقَ، وَذَلِكَ عِنْدَ السَّحَرِ، وَقَدْ تَعِبَ النَّاسُ مِنْ كَثْرَةِ السَّهَرِ وَالْحِرَاسَةِ، فَاسْتَيْقَظَ يَاغِي سِيَانُ، فَسَأَلَ عَنِ الْحَالِ، فَقِيلَ: إِنَّ هَذَا الْبُوقَ مِنَ الْقَلْعَةِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا قَدْ مُلِكَتْ، وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْقَلْعَةِ، وَإِنَّمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ الْبُرْجِ، فَدَخَلَهُ الرُّعْبُ، وَفَتَحَ بَابَ الْبَلَدِ، وَخَرَجَ هَارِبًا فِي ثَلَاثِينَ غُلَامًا عَلَى وَجْهِهِ، فَجَاءَ نَائِبُهُ فِي حِفْظِ الْبَلَدِ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ إِنَّهُ هَرَبَ، فَخَرَجَ مِنْ بَابٍ آخَرَ هَارِبًا، وَكَانَ ذَلِكَ مَعُونَةً للْفِرِنْجِ، وَلَوْ ثَبَتَ سَاعَةً لَهَلَكُوا. ثُمَّ إِنَّ الْفِرِنْجَ دَخَلُوا الْبَلَدَ مِنَ الْبَابِ، وَنَهَبُوهُ، وَقَتَلُوا مَنْ فِيهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الْأُولَى.

حين ملكت التتر دمشق بالأمان وجعلوا فيها نائباً من جهتهم، وصار زين الدين أيضاً بها وأمّروه وبقي معه جماعة أجناد حتى كانوا يدعونه ‘الملك زين الدين‘. ولما وصل الملك المظفر قطز (ت 658هـ/1260م) صاحب مصر ومعه عساكر الإسلام، وكُسر التتر في وادي كنعان الكسرة العظيمة المشهورة (= وقعة عين جالوت)، وقُتل من التتر الخلق العظيم الذي لا يحصى؛ انهزم نائب التتر ومَن معه من دمشق، وراح زين الدين الحافظي معهم خوفاً على نفسه من المسلمين"!! لكن هذا الوزير الخائن لاقى بعد ذلك مصير الملك الناصر حين اتهمه هولاكو بأنه يراسل المماليك في مصر. وينقل المؤرخ ابن الدواداري هذا الحوار الذي يُلخص بعض نهايات الخونة في التاريخ الإسلامي؛ فيقول: "وكان من كلام هولاكو إليه -لما أراد قتله- أن قال له: قد ثبت عندي نحسك وتلاعبك بالدول .

يقول الحميري : سار البياسي مع ألفنش ليأخذ معاقل الإسلام باسمه، فدخل ( قيجاطة ) مدينة قرب جيّان بالسيف وقتل العدو فيها خلقاً وأسرَ آخرين، وكان حديثها شنيعًا تنفر منه الأسماع والقلوب؛ ثم سار [البيّاسي] إلى لُوشة -من عَمل غرناطة- فقاتل أهلها وقاتلوه وأسمعوه ما غاظه، فسلَّط عليهم النصارى ففتكوا فيهم أشد الفتك".

ولتحقيق طموحاته في السلطة- قام بارتكاب "أمور شنيعة منها أنه دخل في دين النصرانية وكان شيخا مُسنًّا؛ فنسأل الله العافية وحسن العاقبة"!!

واليوم تتكرر الصورة فحسبي الله ونعم الوكيل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكامل في التاريخ – ابن الأثير (8/ 417)

ذيل مرآة الزمان - اليونيني (2/ 238)

الروض المعطار في خبر الأقطار - الحميري(ص: 488)

البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ابن عذاري المراكشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق