الثلاثاء، 31 مايو 2022

العلماء .. والناس .. والزمن علماء أجلاء أعدموا كتبهم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

العلماء .. والناس .. والزمن

علماء أجلاء أعدموا كتبهم

ربما خشية من الزمن وسوء الفهم . وربما خوف الخطأ في النسخ زيادة أو نقصا قرر جم من علمائنا حرق كتبهم أو محوها أو دفنها في التراب . هناك من يبرر وهناك من يلوم إلا أن حصل رحمهم الله جميعا وغفر لهم .

ويخبرنا التاريخ أن بعضا ممن أحرق كتبه . كفل القدر بنجو بعضها لو جود نسخ أخر .

علي بن محمد بن العباس أبو حيان التوحيدي : شيرازي الأصل، وقيل نيسابوري، ووجدت بعض الفضلاء يقول له الواسطي، صوفي السمت والهيئة وكان أبو حيان قد أحرق كتبه في آخر عمره لقلة جدواها وضنا بها على من لا يعرف قدرها بعد موته، وحين لامه القاضي أبو سهل على بن محمد يعذله على صنيعه، ويعرّفه قبح ما اعتمد من الفعل وشنيعه فكتب إليه أبو حيان ثم له معتذرا

عبيدة بن عمرو: السلماني الفَقِيْهُ المُرَادِيُّ الكُوْفِيُّ أَحَدُ الأَعْلاَمِ . قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً كَانَ أَشَدَّ تَوَقِّياً مِنْ عَبِيْدَةَ.

روى النُّعْمَانِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدَةَ أَنَّهُ دَعَا بِكُتُبِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَمَحَاهَا فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: «أَخْشَى أَنْ يَلِيَهَا قَوْمٌ يَضَعُونَهَا غَيْرَ مَوْضِعِهَا»

وعروة بن الزبير بن العوام رحمه الله وكان أحد أبرز علماء المدينة المنورة على صاحبها الصلاة والسلام أحرق كتبه فعن هشام بن عروة: أن أباه حرق كتبا له فيها فقه ثم قال: لوددت أني كنت فديتها بأهلي ومالي. وَقَال الأَصْمَعِيّ، عن عبد الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي الزناد: قال عروة بن الزبير: كنا نقول: لا نتخذ كتابا مع كتاب الله فمحوت كتبي، فوالله لوددت أن كتبي عندي، إن كتاب الله قد استمرت مريرته.

كما أَوْصَى أَبُو كُرَيْبٍ بِكُتُبِهِ أَنْ تُدفَنَ، فَدُفِنَتْ. قُلْتُ: فَعَلَ هَذَا بِكُتُبِه مِنَ الدَّفْنِ وَالغَسلِ وَالإِحرَاقِ عِدَّةٌ مِنَ الحُفَّاظِ خَوْفاً مِنْ أَنْ يَظْفَرَ بِهَا مُحَدِّثٌ قَلِيْلُ الدِّيْنِ، فَيُغَيِّرَ فِيْهَا، وَيَزِيْدَ فِيْهَا، فَيُنْسَبَ ذَلِكَ إِلَى الحَافِظِ، أَوْ أَنَّ أُصُوْلَه كَانَ فِيْهَا مَقَاطِيعُ وَوَاهِيَاتٌ مَا حَدَّثَ بِهَا أَبَداً، وَإِنَّمَا انْتَخَبَ مِنْ أُصُوْلِه مَا رَوَاهُ وَمَا بَقِيَ، فَرَغِبَ عَنْهُ، وَمَا وَجَدُوا لِذَلِكَ سِوَى الإِعدَامِ.

فَلِهَذَا وَنَحْوِهِ دَفَنَ -رَحِمَهُ اللهُ- كُتُبَهُ.

شعبة بن الحجاج رحمه الله وكان من سادة العلماء : قال سَعْدَ بنَ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: أَوْصَى أَبِي إِذَا مَاتَ أَنْ أَغسِلَ كُتُبَهُ, فَغَسَلْتُهَا. وَكَانَ أبي إذا اجتمعت عنده كتب من النَّاسِ أَرْسَلَنِي بِهَا إِلَى البَارجَاه ( الباب ) , فَأَدفَعُهَا فِي الطين.

حسبنا الله ونعم الوكيل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــ

تهذيب الكمال في أسماء الرجال – ابن الزكي (20/ 19)

جامع بيان العلم وفضله – ابن عبد البر (1/ 286)

معجم الأدباء – ياقوت الحموي (5/ 1923)

سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي (11/ 396)

سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي(6/ 616)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق