الثلاثاء، 10 مايو 2022

دعوة للإبصار ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

دعوة للإبصار

ومن حياة السلف نتعلم

الكثير من الناس لا يدركون المعنى الدقيق لأن تكون لديك نظرة ثاقبة. النظرة الثاقبة هي مهارة حياتية تعينك على النجاح في حياتك . فالآراء الصائبة، كالشجاعة الثاقبة، تستبعد الشر  ، فالتدبير كالأمير والشجاعة تشكل جنده، والرأي حسام والصرامة غمده. والنظر الاستراتيجية هي عملية تنظيم لأهداف طويلة الأجل . واليوم ترى من لا ينظر أبعد من موضع قدميه يتصرف وكأنه على اطلاع بالنتائج فهو إما أحمق أو يتحامق . ابتعاد وتقليد يستعبد العقل ورحم الله القائل :

لَا تَتْبَعَنْ كُلَّ دُخَانٍ تَرَى ... فَالنَّارُ قَدْ تُوْقَدُ لِلْكَيِّ

تَأَنَّ فِي الشَّيْءِ إِذَا رُمْتَهُ ... لِتُبْصِرَ الرُّشْدَ مِنَ الغَيِّ

مر طَبِيب بِابْن عبد الْوَاسِع الْمَازِني، فَشَكا إِلَيْهِ ريحًا فِي بَطْنه. فَقَالَ: خُذ كف صعتر. قَالَ: يَا غُلَام، الدواة والقرطاس، ثمَّ قَالَ: أصلحك الله، مَا كنت قلت؟ قَالَ: قلت: خُذ كف صعتر، ومكوك شعير. قَالَ: لم لم تذكر الشّعير أَولا؟ قَالَ: وَلَا علمت أَنَّك حمَار إِلَّا السَّاعَة.

ومرض أَحمَق، فَدخل إِلَيْهِ الطَّبِيب، فسأله عَن حَاله. فَقَالَ: أَنا الْيَوْم صَالح، وَقد قرمت ( اشتدت شهوتي ) إِلَى الثَّلج. فَقَالَ الطَّبِيب: الثَّلج رَدِيء يزِيد فِي رطوبتك، وَينْقص من قوتك. فَقَالَ: أَنا إِنَّمَا أمصه وأرمي بثفله.

وذكر زرقان الْمُتَكَلّم قَالَ: أَقمت عِنْد ابْن ماسويه يَوْمًا، فقدّمت الْمَائِدَة وَجِيء عَلَيْهَا بسمك وَلبن، فامتنعت من أَحدهمَا. فَقَالَ لي: لم امْتنعت؟ فَقلت: خوفًا من أَن أجمع بَينهمَا. فَقَالَ لي: أَنْت رجل من أهل النّظر وَتقول هَذَا القَوْل! لَيْسَ يَخْلُو أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا ضدّاً لصَاحبه، أَو مُوَافقا لَهُ؛ فَإِن كَانَ ضداً لَهُ فقد أدخلنا على الشَّيْء ضِدّه، وَإِن كَانَ مُوَافقا فاعمل على أنّا وَدِدْنَا سمكًا أكلناه.

وجَاءَ رجل إِلَى بعض الْأَطِبَّاء، فَشَكا إِلَيْهِ وجع بَطْنه. فَقَالَ لَهُ: مَا أكلت؟ قَالَ: خبْزًا محترقاً. فَدَعَا الطَّبِيب بذرور ليكحله. فَقَالَ الرجل: إِنَّمَا أَشْكُو بَطْني. قَالَ: قد علمت، وَلَكِنِّي أكحلك لتبصر الْخبز المحترق فَلَا تَأْكُله بعد هَذَا.

جاء رجل إلى عالم يستفتيه فقال: أفطرت يوما من شهر رمضان سهوا، فما عليّ؟ قال: تصوم يوما مكانه. قال: فصمت يوما مكانه وأتيت أهلي وقد عملوا حيسا، فسبقتني يدي إليه فأكلت منه. قال: تقضي يوما آخر، قال: لقد قضيت يوما مكانه وأتيت أهلي وقد عملوا هريسة، فسبقتني يدي إليها فأكلت منها، فما ترى؟ قال: أرى أن لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.

قال مسلمة بن عبد الملك: ما أوتي العبد بعد الإيمان بالله شيئا أحبّ إليّ من جواب حاضر، لأن الجواب إذا كان بعد نظر وتفكّر، لم يكن بشيء. ألم تسمع قوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ

ورحم الله من قال :

لَا تَتْبَعَنْ سُبُلَ السَّفَاهَةِ وَاقْتَصِد ... إِنَّ السَّفيْهَ مُضَعَّفٌ مَذْمُوْمُ

ترى لو تفكر من تسبب في بلائنا في وطنه وأهله هل كان لهذا البلاء وجود ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــ

الفلك الدائر على المثل السائر – ابن هبة الله (4/ 123)
نثر الدر في المحاضرات – الآبي (7/ 213)

التذكرة الحمدونية (9/ 450)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 104)

الدر الفريد وبيت القصيد - المستعصمي (11/ 127)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق