السبت، 21 مايو 2022

العصبية والتعصب كارثة مدمرة ومن عجائب تاريخنا صور متألقة للتسامح

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

العصبية والتعصب كارثة مدمرة

ومن عجائب تاريخنا صور متألقة للتسامح

عن جابر عن عامر قال ماتت أم الحارث وهي نصرانية فشهدها ناس من أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم)قال ابن عساكر سبى عبد الله بن أبي ربيعة الحبشية وكانت نصرانية وسبى معها ستمئة من الحبش وهو عامل على اليمن لعثمان بن عفان فقالت لي إليك ثلاث حوائج . قال وما هي قالت تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك قال ذلك لك فأعتق لها ستمائة من الحبش فقالت ولا تمسني حتى تصير إلى بلدك ودارك ففعل وقالت ولا تحملني على أن أغير ديني قال وذلك لك فقدم بها فولدت الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة . وعند ابن عساكر عن سالم بن المنذر قال خرجنا في جنازة الأوزاعي أربعة أمم اليهود والنصارى والقبط . وعند ابن عساكر عن أبي إسحاق الفزاري قال لما مات أبو إسحاق الفزاري رأيت اليهود والنصارى يحثون التراب على رؤوسهم مما نالهم .

وذكر الخطيب البغدادي  قَالَ: وسمعت الوركَانَي يقول: يوم مات أَحْمَد بْن حَنْبَل وقع المأتم وَالنوح فِي أربعة أصناف من الناس: المسلمين وَاليهود، وَالنصارى، وَالمجوس.

وحتى في معارك المسلمين فربما قاتل النصارى واليهود جنبا إلى جنب مع المسلمين ففي سنة ثماني وثلثين وستمائة ظهر ببلد اماسيا من اعمال الروم رجل تركمانيّ ادّعى النبوّة وسمّى نفسه بابا فاستغوى جماعة من الغاغة ( الغوغاء ) بما كان يخيل إليهم من الحيل والمخاريق. وكان له مريد اسمه اسحق يتزيّا بزيّ المشايخ فأنفذه الى أطراف الروم ليدعو التركمانيين الى المصير اليه. فوافى اسحق هذا بلد سميساط واظهر الدعوة لبابا فاتبعه خلق كثير من التركمان خصوصا وكثف جمعه وبلغ عدد من معه ستة آلاف فارس غير الرجالة فحاربوا من خالفهم ولم يقل كما يقولون لا إله الّا الله بابا رسول الله فقتلوا خلقا كثيرا من المسلمين والنصارى . فأرسل السلطان غياث الدين لقتاله وكان الجند المسلمون لم يتجرؤوا عليهم وأحجموا عنهم لِمَا توهموا منهم [من القوة]؛ فأخّر ‏الفرنجُ المسلمين وتولّوا بأنفسهم محاربة الخوارج فكشفوهم ورموا فيهم السيف وقتلوهم طُرًّا" بمن فيهم المتنبي بابا زعيم التمرد

وقد يقف بعض المسلمين ولمصلحة دنيوية في حلف مع أعداء دينهم وأرضهم قال سبط بن الجوزي في التحالف الذي جرى ضد الصالح نجم الدين أيوب ولما اتَّفقوا مع الفرنج خرج صاحب حمص من دمشق بعسكر حمص إِلَى بلد الفرنج، وجهَّز النَّاصر عسكره من نابُلُس مع الظَّهير بن سُنْقُر الحلبي والوزيري ، واجتمعوا بأسْرهم على يافا، والخُوارَزْمية وعسكر مصر على غَزَّة، وساق صاحب حمص وعسكر دمشق تحت أعلام الفرنج، وعلى رؤوسهم الصُّلْبان، والأقساء ( القسيسون ) فِي الأطلاب يصلِّبون على المسلمين ويقسقسون عليهم، وبأيديهم كاساتُ الخمر والهنابات ( النساء المومسات ) يسقونهم، وساقت الخُوارَزْمية وعسكر مصر، والتقوا على مكانٍ يقال له: قريبًا ، وكانت الفرنج فِي الميمنة، وعسكر النَّاصر فِي الميسرة، وصاحب حمص فِي القلب، فأوَّل من انكسرت الميسرة، وهرب الوزيري ، وأُسِرَ الظَّهير بن سُنْقُر، وجرح فِي عينه، وأخذ جميع ماله، وأصبح فقيرًا، وانهزم صاحب حمص، ومالت الميمنة بالفرنج، فرأوا القلب والميسرة قد انكسروا وانتصر الصالح أيوب

أقول القضية أولا هي الصدق في العقيدة فمن صدق الله سخر له الدنيا بأهل . ومن حاد كانت النهاية كارثية عليه وعلى من لاذ به.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريه

ــــــــــــــ

التاريخ الأوسط – الإمام البخاري (1/ 204)

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (5/ 188)

تاريخ دمشق لابن عساكر (11/ 441)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق