الأحد، 8 مايو 2022

أمة القراءة والكتابة وشيء من تاريخ صناعة الكتب عند المسلمين رجال ونساء هم من أوصل لنا ما نعتز به .

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أمة القراءة والكتابة

وشيء من تاريخ صناعة الكتب عند المسلمين

رجال ونساء هم من أوصل لنا ما نعتز به .

لقد تم تدوين القرآن الكريم في حياة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وجمع في عهد سَيِّدِنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . سنة (13هـ/635م) ويظل القرن الأول الهجر في جله عصر النقل بالمشافه ومع بزوع القرن الثاني الهجري بدأ عصر التدوين حيث دونت المعارف، والعلوم، كالسير، والمغازي، والحديث الشريف، وعلوم الشريعة ، وفتاوى الصحابة والتابعين، والأقضية ونحوها سواء كانت علوم العرب كاللغة، والشعر، والأيام، والأنساب، أو علوم.

وكانت تكتب المصاحف بأجرة مهنة- باحتراف نسخ القرآن الكريم تكسُّبًاقال محمد بن إسحاق أول من كتب المصاحف في الصدر الأول ويوصف بحسن الخط خالد بن أبي الهياج رأيت مصحفا بخطه وكان سعد نصبه لكتب المصاحف والشعر والأخبار للوليد بن عبد الملك وهو الذي كتب الكتاب الذي في قبلة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالذهب من {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} إلى آخر القرآن ويقال أن عمر بن عبد العزيز قال أريد أن تكتب لي مصحفا على هذا المثال فكتب له مصحفا تنوق فيه فأقبل عمر يقلبه ويستحسنه واستكثر ثمنه فرده عليه ومالك بن دينار مولى أسامة بن لؤي بن غالب ويكنى أبا يحيى وكانت تكتب المصاحب بأجرة ومات سنة ثلاثين ومائة.

كما كان للتوسع رقعة الدولة الإسلامية وتعدد الملل في البلاد المفتوحة إضافة لاختلاف الثقافات ومحاولة المسلمين التعرف على الثقافات الأخرى الأمر الذي دفع لنشوء حركة الترجمة . كذلك المكانة التي حظي بها الكتَّاب في المجتمع وإداراتها)

منذ العصر الأموي وازدادت أهميتها أيام ورثتهم العباسيين؛ عرف العرب أسرار صناعة الورق الصيني من خلال سمرقند التي فتحوها في عام 93هـ= 712م، وفي عام 178هـ= 794م أسس الفضل بن يحيى في عصر هارون الرشيد (170-193هـ= 786-809م) أول مصنع للورق في بغداد؛ ومن ثَمَّ انتشرت صناعة الورق بسرعة فائقة في سائر أنحاء العالم الإسلامي، فدخلت سوريا ومصر وشمال إفريقيا وإسبانيا، وكان الناس حتى ذلك الوقت يكتبون على الرق والعسب واللخاف، ثم أمر هارون الرشيد -بعد أن كثر الورق- ألا يكتب الناس إلا في الكاغد (الورق )

إلا أن  مطر بن طهمان الخُرَاسَانِيّ غلب عليه لقب الورَّاق، وهو أبو رجاء، نزيل البصرة، الإِمام الزَّاهد الصادق، كان من العلماء العاملين، وكان يكتب المصاحف، ويتقن ذلك. وعاصره مساور بن سوار بن عبد الحميد مولى قيس غيلان بن مضر

وأدت كثرة طلاب العلم وازدياد انشغال العلماء بإقبالهم على التأليف إلى اتخاذ بعض الأئمة "ورّاقاً" أو ‏"كاتباً" خاصا به، كما اتخذ كل شاعر "راوية" لديوانه؛ فكان مثلا حبيب بن أبي حبيب المدني وراقا للإمام مالك، فاشتهر بـ"كاتب مالك" وبأنه "كان يقرأ الموطأ للناس على مالك في بعض الأوقات"؛ وفقا لابن أيْبَك الصفدي في ‘الوافي بالوفيات‘. وعُرف محمد بن سعد (ت 230هـ/845م) بأنه "كاتب ‏‏الواقدي" المؤرخ (ت 207هـ/822م).‏

ومن ثم تطور الأمر ليصبح للوراقين أمكان كدار الحكمة في بغداد ودار العلم في مصر . قال الذهبي : أن لعبد الرَّحْمَن بْن محمد بْن عيسى بْن فُطيس بْن أَصْبَغ بْن فُطيس، العلامة أبو المُطرف، قاضي الجماعة بقُرْطُبَة. وكان من جهابذة المحدثين، وكبار العلماء والحفاظ، وله مشاركة في سائر العلوم. جمع من الكُتُب ما لم يجمعه أحد من أهل عصره بالأندلس. وكان يُملي من حفظه، وكان لَهُ ستّة ورّاقين ينسخون لَهُ دائمًا.  وروى ابن كثير أن الإمام أبا حامد الغزالي (ت 505هـ/1111م) "خرج عن الدنيا بالكلية وأقبل على العبادة وأعمال الآخرة، وكان يرتزق من النسخ . وحتى أن نور الدين زنكي رحمه الله وكان يأكل من عمل يده، ينسخ تارة، ويعمل أعلافا تارة . وحتى راجت مهنة النسخ عند النساء المسلمات ومنهم الأندلسية

وَرْقاءُ بنتُ ينتانَ ، طُلَيْطُليّةٌ سكَنَت فاسَ وَكَانَت أديبة شاعرة صَالِحَة حافظة لِلْقُرْآنِ بارعة الْخط وذكر المعري في رسالة الغفران أن توفيق السَّوداء التي كانت تخدم في دار العلم ببغداد على زمان أبي منصورٍ محمَّد بن عليٍّ الخازن وكنت أخرج الكتب إلى النُّساخ.

ولقد اليوم وفي هذا البلاء للجهل والبعد حتى عن القراءة فكيف بالكتابة

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

الفهرست – ابن النديم (ص: 17)

إنباه الرواة على أنباه النحاة (1/ 43)

تفسير الثعلبي (2/ 311)

إكمال تهذيب الكمال – مغلطاي بن قليج (11/ 143)

التاريخ الكبير ابن أبي خيثمة (2/ 366)

الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة – المراكشي (5/ 425)

رسالة الغفران – المعري (ص: 73)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (10/ 297)

البداية والنهاية – الإمام ابن كثير (12/ 214)

تاريخ العلوم و التكنولوجيا الدكتور مصطفى محمود سليمان ص 505



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق