السبت، 7 مايو 2022

فنحاص بن عازوراء وصورة من أخلاق اليهود جرت بين أحد أحبارهم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

فنحاص بن عازوراء

وصورة من أخلاق اليهود جرت بين أحد أحبارهم ، وسَيِّدِنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . ادعاء بأن الله يتعامل بالربا ، وأنه جلَّ وعلا فقير بل ويستقرض من الناس .

الحديث عن سوء أخلاق اليهود أمر لا يحتاج إلى كثير برهان . ومن تلك الصور ما حدث بين سَيِّدِنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وفنحاص بن عازوراء أحد أحبار اليهود . في حوار ربما كان إبليس حاضرا ليشهدا تلامذته وقد اعترضوا على الله جلَّ في علاه ونسبوا له ما ليس من صفاته . فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: دخل أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بيت المدراس "مكان يتدارسون فيه التوراة " ، فوجد من يهودَ ناسًا كثيرًا قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فِنحاص، كان من علمائهم وأحبارهم، ومعه حَبْرٌ يقال له أشيْع. فقال أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . لفنحاص: ويحك يا فِنحاص، اتق الله وأسلِم، فوالله إنك لتعلم أنّ محمدًا رسول الله، قد جاءكم بالحقّ من عند الله، تجدونه مكتوبًا عندكم في التوراة والإنجيل! قال فنحاص: والله يا أبا بكر، ما بنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير! وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان عنا غنيُّا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم ! ينهاكم عن الربا ويعطيناه ! – والقصد هنا  قول الله تعالى : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا- وقول الله تعالى : مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً - فلو كان عنا غنيًّا ما أعطانا الربا ! فغضب أبو بكر وضرب وجه فنحاص ضربة شديدة، وقال: والذي نفسي بيده، لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عُنقك يا عدو الله! فأكذِبونا ما استطعتم إن كنتم صادقين. فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . واشتكى أبو بكر وقال: يا محمد، انظر ما صنع بي صاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: ما حملك على ما صنعت؟ "فقال: يا رسول الله، إن عدو الله قال قولا عظيمًا، زعم أنّ الله فقير وأنهم عنه أغنياء! فلما قال ذلك غضبت لله مما قال، فضربتُ وجهه. فجحد ذلك وكذب فنحاص أبو بكر وقال: ما قلت ذلك! إلا أن الله تبارك وتعالى أنزل قرآنا صدق فيه أبو بكر رضي الله عنه وكذب اليهود فأنزل الله تبارك وتعالى فيما قال فنحاص، ردًّا عليه وتصديقًا لأبي بكر :"لقد سَمِع الله قول الذين قالوا إنّ الله فقيرٌ ونحن أغنياء سنكتبُ ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق"  وفي قول أبي بكر وما بلغه في ذلك من الغضب: (لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ) [سورة آل عمران: 186] .

وتجد اليوم من يتودد لليهود ويهنئهم على ما فعلوا ويمجد وجودهم في فلسطين . وهي صورة تكرر . أفليس الذين كان سببا في دمار وطننا وتشريدنا أناس أصغوا إلى أوامر إبليس الذي زين لهم أفعالهم .

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

شرح مشكل الآثار - الأزدي(5/ 87)

سيرة ابن هشام (1/ 558)

تفسير الطبري (7/ 441)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق