الثلاثاء، 24 مايو 2022

الْمَرْء بأصغريه قلبه وَلسَانه ومن حياتنا وحكايات العرب نتعلم . والصقعب بن عمرو النهدي أنموذج

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الْمَرْء بأصغريه قلبه وَلسَانه

ومن حياتنا وحكايات العرب نتعلم . والصقعب بن عمرو النهدي أنموذج

منذ عقود ليست بالبعيدة كنت بحاجة وكما يقال ( إلى جاهة ) كي يستجيب إليك من تدعوه للقيام بعمل يكسب منه ، أستاذنا أحمد الطوبل رحمه الله قال لنا كنت المدرس الوحيد من المعرة أما الباقي فمن دمشق . طلب مني مدير المدرسة مساعدته في تعيين مستخدم للمدرسة حاولت فلم أجد . أشير علي برجل إسكافي فقير وصاحب عيال دخله الشهري لا يتجاوز عشر ليرات سورية ومع هذا رفض القبول . وخاطبني قائلا يا أستاذ أحمد بدك مني كل ما دق جرس المدير قلو أمرك معقول . أنا في مصلحتي أمري من نفسي . قال الأستاذ أحمد : مرتبك ستون ليرة أي ما يعادل 30 غ. ذهب . لا يا أستاذ فكرامتي أكثر ثمنا كذلك كنت تحتاج لجاهة ليتحدث أحدهم في مناسبة كعرس . لتشرئب له الآذان إصغاء واستمتاعا يعطيك الكثير في يسير من الوقت . أما في أيامنا فالصمت عيب ويتململ من اتصف زوراً بالعلم منتظراً لحظة دعوته للخطابة . – كلمات مكررة وأحاديث نبوية تحتاج للتحقيق في صحتها – أما عن الوقت فحدث ولا حرج – يتهامس الحضور – إي طولتا يا شيخ – ولا حياة لمن تنادي كذلك وحتى أوائل الأربعينات من القرن الماضي كان الراقص والرقص في الماضي تعبير عن الرجولة في حركاته يحتاج إلى جاهة كي يفعل . أما اليوم فهز الخصر واجب . لا وتحتاج لمن يقول : بقى بروك خلي دور لغيرك .

أما أن يُعْرَفَ المرء بفعاله ومن ثَمَّ بلسانه ليستدل على قلبه فأمر يكاد المرء أن يقول : هذا أمر أكل الدهر عليه وشرب

الصقعب بن عمرو النهدي فارس قومه وفد في عشرة من بني نهد على النعمان بن المنذر، وكان الصقعب رجلا قصيراً دميما تقتحمه العين شريفاً بعيد الصوت، وكان قد بلغ النعمان حديثه، فلمّا اخبر النعمان بهم قالَ للآذن: ائذن للصقعب، فنظر الآذن لأعظمهم واجلهم، فقال: أنت الصقعب، قالَ: لا فقال للذي يليه في العظم والهيئة: أأنت هو؟ فقال: لا. فاستحيا، فقال: أيكم الصقعب؟ فقال الصقعب: هأنذا ! فأدخله إلى النعمان، فلمّا رآه قالَ: تسمع بالمعيدي خير من ان تراه! فقال له الصقعب: أبيت اللعن! ان الرجال ليسوا بالمسوك يستقي فيها، إنما الرجل بأصغريه بلسانه وقلبه؟ إن قاتل قاتل بجنان، وغن نطق نطق ببيان فقال له النعمان: فلله ابوك:! فكيف بصرك بالأمور؟

فقال: انقض منها المفتول، وابرم منها المسحول، واحيلها حتى تحول، ثم انظر إلى ما يؤول، وليس لها بصاحب من لم ينظر في العواقب. قالَ: قد احلت واحسنت، فأخبرني عن العجز الظاهر، والفقر الحاضر. قالَ: اما العجز الظاهر فالشاب الضعيف الحيلة، التبوع للحيلة، الذي يحوم حولها، ويسمع قولها، ان غضبت ترضاها ، وان رضيت تفداها ، فذاك الذي لا كان ولا ولد النساء مثله، واما الفقر الحاضر فالذي لا تشبع نفسه، وان كان له قنطار من ذهب.

قالَ: فأخبرني عن السوءة السواء ، والداء العياء. قالَ: اما السوءة السوءاء فالمرأة السليطة التي تعجب من غير عجب، وتغضب من غير غضب، فصاحبها لا ينعم باله ولا يحسن حاله، ان كان ذا مال لم ينفعه، وان كان فقيرا عير به، فأراح الله منها بعلها، ولا متع بها اهلها.

وَأما الدَّاء العياء فجار السوء إِن كَانَ فَوْقك قهرك وَإِن كَانَ دُونك همزك وَإِن أَعْطيته كفرك وَإِن منعته شتمك فَإِن كَانَ ذَاك جَارك فأخل لَهُ دَارك وَعجل مِنْهُ فرارك وَإِلَّا فأقم بذل وصغار وَكن ككلب هِرَار . فقال له النعمان: أنت أنت ! فأحسن صلته وصلة اصحابه .0

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــ

جمهرة الأمثال ابن مهران(1/ 267)

تعليق من أمالي ابن دريد (ص: 226)

المُعَيديِّ : . الرَّجُلِ الَّذِي لَهُ صِيتٌ وَذِكْرٌ، فَإِذَا رأَيته ازْدَرَيْتَ مَرْآتَه

الصَّقْعَب: الطَّويلُ مِن الرّجالِ

المسوك : اسقية صغَيرة تتَّخذ من السخال، الْوَاحِدَة تسمى شكوة.

المسحول من الرجال: الصغير الحقير

هرار : أي يهر ولا ينبح . يكشر ولا ينبح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق