الثلاثاء، 8 مارس 2022

ومن أبصر العاقبة أمن الندامة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تحمل النتيجة

ومن أبصر العاقبة أمن الندامة

فمن أراد النجاة لا يشجع نفسه على أمرٍ أبداً إلا والذي يرجو نفعه في العاقبة ، أعظم مما ينتهي إليه في المستقبل، ثم يكون الرجاء في ذلك أغلب على المرء من الخوف. وكان المهلب بن أبي صفرة يقول: أناة في عواقبها فوت، خير من عجلة في عواقبها درك . ومن أبعد الناس نظراً في العاقبة، من لطف حتى كف حرب عدوه بالصفح والتجاوز، واستل حقده بالرفق والتحبب.

ومن حكايا الأولين وأمثالهم قيل : إللي بياكل حمير العرب لازم يزازي عنهم بالقرب . ويروى أن الزير سالم حين كان شابا وفي حالة لهوه ذهب يستقي يوما من البئر ويملأ قرب الماء فترك حماره ونزل البئر يملأ القرب . وحين خرج لم يجد حماره

ووجد السبع قد افترسه لتوه ، فغضب ونطاير الشرر من عينيه وانهال بعصاه وهوى بها على رأس السبع فوقع على الأرض فألجمه ووضع برذعة الحمار ( السرج ) عليه وحمل عليه قرب الماء وساقه وهو يضرب رأسه ويقول : إللي بياكل حمير العرب لازم يزازي عنهم بالقرب . والمقصود : إن الذي يأخذ أشياء الأخرين عليه أن يتحمل النتائج . ورحم الله ابن الهبارية حيث قال :

انظر وَفَكر أَبَداً في العاقبة  ..  فَإنَّها عَن العُقول غائِبَه

ومن كان سببا في بلائنا عليه انتظار العاقبة الوخيمة في الدنيا وعقاب الله في الآخرة

يا رب فرجك عن سوريا وأهل سوريا

الرسائل للجاحظ (1/ 114)

العقد الفريد (1/ 110)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق