السبت، 12 مارس 2022

جهلاء ومناصب ومن التاريخ لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

جهلاء ومناصب ومن التاريخ لنا مثل

أن ترى في زماننا من وسِّد له الأمر وهو غارق في الجهل ، ومصداق ذلك في الحديث فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: «أَيْنَ - أُرَاهُ - السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ» قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»

أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب: كان الكاتب للمنتصر قبل الخلافة، فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه. قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيّدة - يعني أمَّه - ضياع شجاع والدة المتوكّل، قال: وما قلت للفاجرة؟ فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك، وكان سيئ الخُلق متكبّرًا، استغاث به مظلوم يومًا، فأخرج رِجْله من الرّكاب ورَفسه على فؤاده، فسقط ميتًا، فعزِّ ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرَّغ له. وقيل: إنّه رُفعت له قَصص بني هاشم، فكتب عليها: هشَّم الله وجوههم. وكتب على قصةٍ للأنصار: لا نَصَرَهم الله. ولمّا ولي المستعين همَّ به، فأرضاه بالأموال، فيقال: إنّه أعطى المستعين ألف ألف درهم؛ ثم غضب عليه، ونفاه إلى جزيرة إقريطش. وقيل وَكَانَ مَهِيْباً شَدِيدَ الوَطْأَة، مَخُوفَ الجَانب، وَكَانَ أَدِيْباً شَاعِراً مترسّلاً فَصِيْحاً، مليحَ الْخط، ذَا عِفَّة. وَكَانَ يشرب النَّبِيذ، وَيتنعَّم

قال فيه أبو العيناء:

قل للخليفة يا ابن عمّ محمد ... اشكل وزيرك إنه ركّال

قد أحجم المتظلمون مخافة ... منه وقالوا ما نروم محال

ما دام مطلقة علينا رجله ... أو دام للنزق الجهول مقال

قد نال من أعراضنا بلسانه ... ولرجله بين الصدور مجال

امنعه من ركل الرجال وان ترد ... مالا فعند وزيرك الأموال

ومن الجهلة صالح بن أحمد بن عبد الله، علم الدين الأسنوي، اشتغل قليلاً، ووقع في الحكم وناب في الحكم وتقدم عند السلطان برقوق إلى أن صار نافذ الكلمة عند كل أحد، وحصل له من الوظائف ما لا مزيد عليه حتى يقال: إن معاليمه في الشهر كانت خمسمائة دينار، فكان مع ذلك في غاية الجهل حتى قيل فيه:

معيد لو كتبت له حرفاً ... وقلت أعد على تلك الحروف.

لقصر في إعادته عليها ... فكيف يعيد في العلم الشريف.

ومن الجهلة ومن طريف الحديث، وظرف أهل التحديث، ما ذَكر في كتاب (البداية في علوم الرواية) في نوع السابق واللاحق، أن الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري روى عن ابن البخاري، وذكره في معجم شيوخه، وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة، وروى عن ابن البخاري شيخنا صلاحُ الدين المذكور، وتوفي سنة ثمانين وسبعمائة، وبين وفاتيهما مائة وأربع وعشرون سنة.

وجميل قول أديب اسحاق :

كم من جهولٍ في البرية قد غدا .. مستسمناً بالعين وهوَ مورّمُ

ان اظهرت ايدي الخطوب عيوبهُ .. يوماً فيخفي ما يلوحُ الدرهمُ

لله من دهر نقيم بظلهِ .. خرس الفصيح بهِ وقال الابكُم

وسطا اللئيم على الكريم بهِ وقد .. عزُّ الجبان بهِ وذل الضيغمُ

هي صور ونماذج إلا أننا اليوم نعيش مع كم من الجهلاء جرَّ البلاء إلينا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

صحيح البخاري (1/ 21)

مسند أحمد (1/ 59)

الدر الثمين في أسماء المصنفين – ابن الساعي (ص: 216)

إنباء الغمر بأبناء العمر (1/ 113)

تاريخ الإسلام (5/ 998)

سير أعلام النبلاء (11/ 499)

معجم الأدباء (6/ 2613)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق