الأربعاء، 30 مارس 2022

مدينة وتاريخ : سيس

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
مدينة وتاريخ : سيس
بالأرمينية: Սիս؛ بالإنكليزية: Sis كانت عاصمة مملكة قيليقيا الأرمنية. وكانت تلك المدينة تقع على مرتفع إلى الجنوب مباشرة من بلدة قوزان التركية الحالية في محافظة أضنة. منذ الألف الثالثة ق.م.،كانت منطقة سيس إحدى المستوطنات الحيثية الرئيسية في السهول وراء ساحل البحر المتوسط. اجتاحها أمراء حلب ثلاث مرات بين 1340 و 1369 م ، وتعرضت للموت الأسود سنة 1348م . استمرت المناوشات مع المماليك في القرنين 13 و 14. وفي هذه الفترة غزت مملكة قيليقيا مدينة حلب ودمروا مسجدها الكبير أكثر من مرة وعاثوا في الأرض فسادا. ونفس الشيء فعله المماليك حيث دخلوا عاصمتهم، سيس، أكثر من مرة لكن دون القضاء نهائيا على دولتهم. ففي 1266 نهب المماليك المدينة وحرقوها. وفي 1275 حاصر المماليك المدينة مرة أخرى، إلا أن القوات الأرمنية هزمتهم. وبعد قرن من الزمان، في 1369 فتح المماليك المدينة مرة أخرى، إلا أنهم أُجبِروا على مغادرتها. وأخيراً في 776 هـ ، يبدو أن المماليك قرروا إيجاد حل جذري لهذه المشكلة المزمنة. دام الحصار المملوكي على العاصمة الأرمنية شهوراً. ولم تحرك نداءات لفون الخامس آخر ملوك الأرمن أي قوة أوروبية لنجدته مما اضطره للتسليم في النهاية. قام المماليك بتدمير شامل للعاصمة، سيس، وحرقوها. وألقوا القبض على الملك لفون الخامس والعديد من النبلاء. واقتادوه وعائلته (وكثير من السكان) إلى القاهرة أسيرا. ماتت زوجته ودفنت في القاهرة ودفعت مملكة قشتالة في اسبانيا فدية لإخراجه حيث مات بعدها في باريس وهو يحاول اقناع القوي الأوروبية للقيام بحملة صليبية جديدة علي مصر. قال الذهبي : سنة ستة وسبعين وسبعمائة وفيها فتحت سيس وكانت قد بقيت في يد الأرمن النصارى على يد اشقتمر المارديني نائب حلب، وكان قد تجهز إليها بعسكر حلب فنازلها شهرين إلى أن قلت عندهم الأقوات، فنصب عليها المجانيق وقدم في القتال التركمان من جميع الأصناف الأرج فيه واليورقية ، وكان الذي نصب المنجنيق يقال له: المعلم خليل الغساني، وهو ممن اشتهر بالمعرفة فيه فأبلى فيهم فأحسوا بالبوار، فطلب صاحبها تكفور الأمان وسلم القلعة، فعلت كلمة أهل التوحيد بتلك البقعة بعد دهر طويل، وجهز اشقتمر صاحب سيس وجنده إلى القاهرة، ودقت البشائر بسبب ذلك، ومدح الشعراء اشقتمر فأكثروا فمن ذلك قول أبي بكر بن زين الدين بن الوردي:
يا سيد الأمراء فتحك سيسا ... سر المسيح وأحزن القسيسا.
وبك الإله أعز دين محمد ... وأذل قوماً تابعوا إبليسا.
لله درك من مليك حازم ... ضحك الزمان به وكان عبوساً.
وهي طويلة. وقال جمال الدين سليمان بن داود المصري
لقد أذعنت للأخذ سيس وجئتها ... بيوم خميس بينهم سر إلى الصبح.
سفحت دماء المشركين بسفحها ... فسالت بسيف الله في ذلك السفح.
وبسقوط سيس سقطت أيضاً مملكة قيليقيا الأرمنية.
وتحولت سيس في العهد العثماني إلى قرية صغيرة يقطنها الطرق والأرمن عرفت باسم قوزان. ولسيس كذلك أهمية في الكنيسة الرسولية الأرمنية كونها مقر بطاركة أرمن قيليقيا الذين بدورهم نافسوا بطاركة إتشميادزين بالقوقاز
كنز الدرر وجامع الغرر – الدواداري (8/ 179)
إنباء الغمر بأبناء العمر – الإمام الذهبي (1/ 74)
معالم تاريخ الشرق الأدنى القديم (ص: 268)









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق