السبت، 5 مارس 2022

المغاني والطرب وماذا عن كارثة ضمان المغاني ومن المعرة حكاية عن الصوت الجميل – عبسي السكاف – ومؤذن جامع الكراج

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المغاني والطرب

وماذا عن كارثة ضمان المغاني

ومن المعرة حكاية عن الصوت الجميل – عبسي السكاف – ومؤذن جامع الكراج

 المغنَى: واحد مغاني القوم: وهي منازلهم التي غنوا بها ، ومغانيكم: المغاني جمع مغنى وهو المنزل الذي أقام به أهله ثم ظعنوا . قال الأخضر اللهبي :

أتبكي أن رأيت لام وهب .. مغاني لا تحاورك الجوابا

أثافي لا يَرِمن وأهل خيم .. سواجد قد خوين على أرابا

أما الطَّرَب: الشَّوْق. والطَّرَب: ذَهابُ الحُزن، وحُلولُ الفَرَح. وفي المعرة يقولون الراس إللي ما بينطرب بدو قطع . لا خلاف أن الغناء الفاحش حرام إلا إذا كانت الكلمات في إطار جمال المعنى وهو موضوع خلافي بين الفقهاء في التحريم أو النهي أو السماح .

أحد أصدقاء والدي رحمه الله ورحم والدي كان يعمل في محل كاستراحة ملاصقة لجامع الكراج حيث تتوقف حافلات نقل الركاب بين حلب ودمشق لفت نظره أن أحد السائقين من النصارى يبعد عن المحل إن كان الوقت فجرا ليستمع لصوت عبسي السكاف الشجي يترنم قبل آذان الفجر . ظن فوزي الريحاني رحمه أن الرجل لإعجابه بالصوت يقترب من دخول الإسلام . في حين كان مؤذن مسجد الكراج رحمه الله لا يمتلك الحد الأدنى من جمال الصوت ، ومرة وحين كان يصغي السائق لصوت المرحوم عبسي السكاف . قرقع مكبر الصوت في مسجد الكراج لأذان الفجر فخرج المرحوم فوزي مسرعا إلى المؤذن ، وأقسم عليه أن يتأخر برهة وأخبره أن نصرانيا ربما أسلم متأثرا بالصوت القادم من الجامع الكبير وأنه إن سمع الصوت من مسجد الكراج ربما  امتنع .. رحم الله موتى المسلمين

ضمان المغاني : لقد عرفت بلادنا قضية كانت خطرا على المجتمع وهي ظاهرة ضمان المغاني : من أشنع الأمور و أقبحها ، فما كان أحد يستطيع إقامة عرس حتى يغرم قدر عشرين إلى ثلاثين مثقال ذهب ، و كانوا بمصر لا تغيب مغنية عن بيتها و لو زيارة أهلها ، إلا أخذ الضامن منها رشوة . و في الأرياف كان للمغاني حارة مفردة يعمل فيها من الفجور جهرًا ما يقبح ذكره ، و من اجتاز بها غلطًا أُلزم أن يزني بخاطِئةٍ ، فإن لم يفعل فدى نفسه بشيء . واليوم كرر الزمن نفسه فهناك شركات كبرى لضمان المغاني .

لا أحد لا يطرب من إنشاد الكلام الجميل فرسول الله صلى الله عليه وسلم طرب وهو يسمع كعب بن زهير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يلقي قصيدته – بانت سعاد – وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ وَمَعَهُنَّ أُمُّ سُلَيْمٍ، فَقَالَ: «وَيْحَكَ  يَا أَنْجَشَةُ، رُوَيْدَكَ سَوْقًا بِالقَوَارِيرِ» قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: فَتَكَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَلِمَةٍ، لَوْ تَكَلَّمَ بِهَا بَعْضُكُمْ لَعِبْتُمُوهَا عَلَيْهِ، قَوْلُهُ: «سَوْقَكَ بِالقَوَارِيرِ» . قال أبو عمر بن عبد البر: أنجشة العبد الأسود كان يسوق أو يقود بنساء النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، عام حجة الوداع، وكان حسن الحداء، وكانت الإبل تزيد في الحركة بحدائه، فقال له رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: رويدا يا أنجشة، رفقا بالقوارير، يعنى النساء.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــ

صحيح البخاري (8/ 35)

إمتاع الأسماع (9/ 314)

تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 152)

معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي – محمد أحمد دهمان (ص: 104)

 

الأثافي : ثلاث حجارة توقد بين النار

سواجد : مائلات

خوين : زقاق واسع

أرابا : الأعضاء أو الركائز

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق