الأربعاء، 2 مارس 2022

هذه أرضي وهذا وطني الرملة عاصمة فلسطين المنسية

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
هذه أرضي وهذا وطني
الرملة عاصمة فلسطين المنسية
الرَّمْلَةُ:
اشتق اسمها من الرّمل: فقد بنيت على أرض رملية محاذية لمدينة اللد مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها – عاصمتها ، وكانت رباطا للمسلمين، ، وكانت دار ملك داود وسليمان ورحبعم بن سليمان، ولما ولي الوليد بن عبد الملك وولّى أخاه سليمان جند فلسطين نزل لدّ ثمّ نزل الرملة فبناها ، وهو أوّل ما بنى فيها قصره ودارا تعرف بدار الصباغين واختط المسجد وبناه، ولم تكن الرملة قبل سليمان بن عبد الملك، فأذن للناس أن يبنوا فبنوا مدينة الرملة واحتفر لهم القناة التي تدعى بردة واحتفر أيضا آبارا عذبة ، وكان بنو أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتها، فلمّا استخلف بنو العبّاس أنفقوا عليها أيضا، وكان الأمر في تلك النفقة يخرج في كلّ سنة من خليفة بعد خليفة، واستنقذها صلاح الدين يوسف بن أيّوب في سنة 583 من الأفرنج وخرّبها خوفا من استيلاء الأفرنج عليها مرّة أخرى.
في سنة 587، وبقيت على ذلك الخراب إلى الآن، وكان أبو الحسن علي بن محمد التهامي الشاعر أقام بها وصار خطيبها وتزوّج بها وولد له ولد فمات بها فقال يرثيه:
أبا الفضل طال اللّيل أم خانني صبري ... فخيّل لي أن الكواكب لا تسري؟
أرى الرملة البيضاء بعدك أظلمت ... فدهري ليل ليس يفضي إلى فجر
وما ذاك إلّا أن فيه وديعة ... أبى ربّها أن تستردّ إلى الحشر
بنفسي هلال كنت أرجو تمامه، ... فعاجله المقدار في غرّة الشّهر
وقد سكن الرملة جماعة من العلماء والأئمة فنسبوا إليها، منهم: أبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمداني، روى عن اللّيث ابن سعد والمفضّل بن فضالة، 232، وموسى بن سهل بن قادم أبو عمران الرملي أخو علي بن سهل، سمع يسرة بن صفوان وأبا الجماهر وآدم بن أبي إياس وجماعة غيرهم من هذه الطبقة، روى عنه أبو داود في سننه وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم، ووارث بن الفضل العسقلاني ونوح بن حبيب القومسي وغيرهم.
قال ابن بطوطة رحم الله : ثم سافرت إلى مدينة الرّملة ، وهي فلسطين، مدينة كبيرة كثيرة الخيرات حسنة الأسواق وبها الجامع الأبيض ويقال إن في قبلته ثلاثمائة من الأنبياء مدفونين، عليهم السلام
ــــــــــــ
معجم البلدان – يا قوت الحموي (3/ 69)
البلدان لليعقوبي (ص: 166)

رحلة ابن بطوطة (1/ 254)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق