الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

من مدن الأندلس طَرْطُوشَة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من مدن الأندلس

طَرْطُوشَة

تقع فيما بين يلنسية وسَرَقُسْطَة في شرقي الأندلس وكانت محل نزاع بين دول ملوك الطوائف الثلاث بلنسية وسرقطة وقرطبة فلم تفز واحدة منها بها ، إلا أنها سقطت في يد ملك أراغون سنة 543هـ 1149م مع سائر الحصون والقرى التابعة لها . وتقول بعض الروايات التاريخية إن مملكة أراغون لم تصبح ذات شأن إلا بعد استيلائها على طرطوشة الغنية بمزارعها إضافة سعة الحركة التجارية فيها حيث يفد إليها التجار من جميع الأمصار . زد على ذلك وقوعها على نهر أبُره وقربها من البحر المتوسط كما أن القرى التي تتبها ذات مساحة زراعية واسعة .

قال ياقوت الحموي رحمه الله : طَرْطُوشَة مدينة بالأندلس تتصل بكورة بلنسية وهي شرقي بلنسية وقرطبة قريبة من البحر متقنة العمارة مبنية على نهر ابره ولها ولاية واسعة وبلاد كثيرة تعدّ في جملتها تحلّها التجار وتسافر منها إلى سائر الأمصار، واستولى الأفرنج عليها في سنة 543 وكذلك على جميع حصونها، وهي في أيديهم إلى الآن، وينسب إليها أحمد بن سعيد بن ميسرة الغفاري الأندلسي الطرطوشي، كتب الحديث الكثير عن علي بن عبد العزيز ومحمد بن إسماعيل الصائغ وغيرهما، وحدث ورحل في طلب العلم، ومات بالأندلس سنة 322هـ ، وأبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الفهري الطرطوشي الفقيه المالكي، مات في الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة 520 هـ ويعرف بابن أبي رندقة هذا الذي نشر العلم بالإسكندرية وعليه تفقّه أهلها .

وقال القزويني رحمه الله : طَرْطُوشَة مدينة قديمة بالأندلس بقرب مدينة بلنسية مشتركة على نهر ابره. وهي برية وبحرية، وهي مدينة داخلة في مدينة، من عجائب المدينة الداخلة ما حكاه العذري أنها لا يدخلها جيش أصلاً. وذكر ايضاً أن البعوض ما كان يدخلها فيما مضى من الزمان، حتى ان الواقع على سورها إذا أخرج يده عن السور وقع عليها البعوض، وإذا ضمها سقط البعوض عنها.وبها موضع يعرف بمغراوة به نار مستكنة في الأرض غير بادية للعيون، لكنه يبدو على الموضع اواد، فمن أراد أن يحققه أدخل في الموضع عوداً، فإنه يحترق في ساعة ويصير جمر

قال ابن الأثير رحمه الله : فِي هَذِهِ السَّنَةِ 543 هـ مَلَكَ الْفِرِنْجُ بِالْأَنْدَلُسِ مَدِينَةَ طَرْطُوشَةَ، وَمَلَكُوا مَعَهَا جَمِيعَ قِلَاعِهَا، وَحُصُونَ لَارِدَةَ وَأَفْرَاغَةَ، وَلَمْ يَبْقَ لِلْمُسْلِمِينَ فِي تِلْكَ الْجِهَاتِ شَيْءٌ إِلَّا وَاسْتَوْلَى الْفِرِنْجُ عَلَى جَمِيعِهِ لِاخْتِلَافِ الْمُسْلِمِينَ بَيْنَهُمْ، وَبَقِيَ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْآنِ.

ــــــــــــــــــــ

معجم البلدان – ياقوت الحموي (4/ 30)

آثار البلاد وأخبار العباد (ص: 544)

الكامل في التاريخ –  ابن الأثير (9/ 164)







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق