السبت، 4 ديسمبر 2021

غبار الأدمغة ومن حكايات الأولين نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

غبار الأدمغة

ومن حكايات الأولين نتعلم

الغَبَرة: تغيير اللون ، وَبَنُو الغبراء: قوم يَجْتَمعُونَ على الشَّرَاب عَن غير تعارف. والمغبر لَيْسَ بناصع الْبيَاض لونه لون الرماد. ووسائل غسل الأدمغة هدفها نزع قدرة العقل على التفكير وتغذيته برؤى محددة وإدراك مشوه

إن السيطرة على عقول الآخرين والتحكم بها أمر مغرق في التاريخ . لقد عرف التاريخ حوادث كثيرة كانت نهايتها مؤسفة، خضع فيها بعض الأفراد إلى غسيل الدماغ، عن طريق أفكار عقائدية تصور للأتباع طريق الخلاص، وتنزع من نفوسهم الشك، وتوصلهم إلى درجة اليقين، ولا يمكن لمن تم غسل دماغه أن يخرج بسهولة أو أن ينعتق من تلك الحالة بيسر وسهولة

حالة عرفناها في سيرة الأنبياء صلوات الله عليهم . قوم سيدنا إبراهيم حين قالوا : قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ سورة الأنبياء . كانت أدمغتهم قد حال بينها وبين الحق الرماد . فرق كالخرمية والقرامطة ذروا الرماد حول عقول أتباعهم . ومن حكايات الماضي : زعموا ان ناسكاً اشتى عريضاً ( جديا )ضخماً ليجعله قرباناً، فانطلق به يقوده فبصر به قوم من المكرة، فأتمروا بينهم أن يأخذوه من الناسك. فعرض له أحدهم فقال له: أيها الناسك، ما هذا الكلب الذي معك؟ ثم عرض له الآخر فقال لصاحبه: ما هذا الناسك، لأن الناسك لا يقود كلباً. فلم يزالو مع الناسك على هذا ومثله حتى لم يشك أنَّ الذي يقوده كلبٌ، وأن الذي باعه إياه سحر عينه، فأطلقه من يده، فأخذه الجماعة المحتالون ومضوا به.

ترى أليس من تسبب في دمار وطنه وتشريد أهله ممن ذُري حول عقله الرماد ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سورىيا

ــــــــــــــــــــ

كليلة ودمنة (ص: 214)

الرسائل للجاحظ (2/ 271)

عيون الأخبار  - الدينوري(1/ 210)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق