الأحد، 19 ديسمبر 2021

وماذا بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي. ومن حكايات العرب في الجاهلية لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وماذا بَعْدَ الَّلتَيَّا وَالَّتِي.

ومن حكايات العرب في الجاهلية لنا مثل

دهاء وخبث ، مكائد ومكر دبر . والعجب في قصر نظر البعض باستطلاع ظاهر الأمور والغفلة عن باطنها . ذكر الله عز وجل لنبيه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حال قريش في بلاغة المنطق، ورجاحة الأحلام، وصحة العقول، وذكر العرب وما فيها من الدهاء والنكراء والمكر، ومن بلاغة الألسنة، واللدد عند الخصومة، فقال تعالى: فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ . قال تعالى : وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا . وقال جلّ في علاه : وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ . ثم ذكر تعالى حلاوة ألسنتهم، واستمالتهم الأسماع بحسن منطقهم، فقال: وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ. فقال جلّ جلاله : وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا . وقال : وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ.

وأعجب ما في الأمر أن ينخدع المرء بالظاهر ليزيد ما حل به من بلاء بسلوك كان يجدر به أن لا يفعله . فيعالج الأمر على ما بدا من ظواهرها ، ومن المثل العربي الذي بدأنا به والَّلتَيَّا الداهية الكبيرة ، وَالَّتِي هي الصغيرة، والعرب تكني عن الداهية بأُمُّ أَرَيْقَ، وَأُمُّ رُبَيْقٍ وفي المثل السابق كَنَّي عن الكبيرة بلفظ التصغير تشبيهاً بالحيَّة، فإنها إذا كثر سمها صغرت لأن السم يأكل جَسَدها، وقيل: الأصل فيه أن رجلاً من جَدِيس وكان يدعي الفهم والدهاء تزوج امرأة قصيرة، فقاسى منها الشدائد،  ولحل المشكلة وزوال المعاناة تزوج امرأة طويلة، فقاسى منها ضعف ما قاسى من الصغيرة، فطلقها، وقال: بعد اللَّتَيَّا والَّتِي لا أتزوج أبدا .

وما نحن فيه من بلاء كان تمسكا بظواهر الأمور ولحاقا بمكر من دبرها والأشد عجبا العناد وعدم العودة لرشد العقل

يا رب فرّج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــ

مجمع الأمثال  - الميداني(1/ 92)

البيان والتبيين – الجاحظ (1/ 32)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق