الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

من مدن الأندلس غرناطة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من مدن الأندلس

غرناطة

لم تكن غرناطة ذات شأن عندما فتح العرب المسلمين البلاد ، بل مجرد قرية تابعة لمدينة كبيرة اسمها ( البيرة ) لكن سرعان ما تضخمت وأصبحت إحدى المدن الست الكبرى في الأندلس ، وتميزت بأنها من أجمل المدن العربية ومعنى اسمها – رمانة – بلسان اللهجة الأندلسية الدارجة . وذلك لحسنها وروعة الطبيعة فيها وما يحيطها . تقع جنوب الأندلس على مرأى من جبال سيرانيفادا والتي كان يطلق عليها العرب ( جبال البشرات ) ويشقها النهر الذي كان يعرف باسم قلزم ويعرف الآن باسم حُدَّارة ارتبط بتاريخها وكانت عليه أرجاء كثيرة تنقل الماء في نظام هندسي دقيق إلى حماماتها وسقاياتها وكثير من دور الكبراء فيها. وللنهر فروع منها سَنْجَل عليه أقيمت سواقي الماء للأحياء الشعبية في المدينة .

وأيام المرابطين جعلت عاصمة للأندلس كله ، ثم نقل الموحدين العاصمة لإشبيلية . وحين سقطت المدن العربية في يد الممالك النصرانية هاجر سكانها إلى غرناطة فساعدوا على الصمود حيث كانت تجمع العرب والمسلمين الأندلسيين حيث قامت مملكة بني الأحمر التي صمدت وحدها قرنين ونصف . وكان بالإمكان الصمود إلى ما لا نهاية لولا التشعب الذي آل إليه بنو الأحمر  والانقسام إلى فئات وأحزاب كل منهم يكيد للآخر فسقطت بسهولة ويسر في كانون الثاني 1492 م .

من أبرز معالمها قصور الحمراء ذات الشهرة وهي قلعة كان يسكنها ملوك بني الأحمر . وعلى الرغم من الدمار الذي لحقها ما زالت شاهدا على ما بلغته الحضارة العربية الإسلامية من سمو . فما تزال قاعة البركة أو الريحان وبرج قمارش والمسجد الأصغر وساحة السباع بنافورتها البديعة . إضافة لساحة بني سراج وساحة الأختين وساحة القضاء التي زينت أسقفها بنقوش دقيقة مادتها الفروسية ونفذت على الرخام ويسميها الأسبان اليوم ( غرينادا )

يقول ياقوت الحموي ومعنى غرناطة رمّانة بلسان عجم الأندلس سمّي البلد لحسنه بذلك، ويتقل عن الأنصاري: وهي أقدم مدن كورة البيرة من أعمال الأندلس وأعظمها وأحسنها وأحصنها يشقّها النهر المعروف بنهر قلزم في القديم ويعرف الآن بنهر حدارّه، يلقط منه سحالة الذهب الخالص وعليه أرحاء كثيرة في داخل المدينة وقد اقتطع منه ساقية كبيرة تخترق نصف المدينة فتعمّ حمّاماتها وسقاياتها وكثيرا من دور الكبراء، وله نهر آخر يقال له سنجل واقتطع لها منه ساقية أخرى تخترق النصف الآخر فتعمه مع كثير من الأرباض، وبينها وبين البيرة أربعة فراسخ، وبينها وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخا.

من علمائها أحمد بن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري: من أهل غرناطة، يكنى: أبا جعفر. روى عن أبيه وأبي علي الصدفي ومن جماعة من شيوخنا. وكان: من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم، كثير العناية بالعلم. من أهل الرواية والدراية، وخطب ببلده. وتوفي رحمه الله: سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق