الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

من مدن الأندلس طليطلة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من مدن الأندلس

طليطلة

كانت عاصمة القوط قبل الفتح الإسلامي وتقع في وسط أسبانيا وتعتبر من أهم مدنها من الناحية الثقافية والتاريخية ومركز الأسقفية فأساقفتها يعتبرون رؤساء أساقفة أسبانيا . اختلها الرومان سنة 193ق.م ولما غزا القوط شبه الجزيرة الإيبيرية اتخذوها عاصمة لموقعها على نهر تاجة وتبعد عن مدريد 60كم من الجنوب الغربي وبعد ثلاث قرون من مجيء الفوط عبر طارق بن زياد بجيشه إلى الشاطئ الأندلسي . وكان المفروض وبعد انتصاره على ( لزريق ) أن يفتح المناطق التي تقع جنوباً ولا يصل إلى طليطلة قبل سنة أن سنتين لكنه سمع بأن زعماء الغوط يعدون العدة لحشد الجيوش في العاصمة وأن زعماءهم يتوافدون على المدينة من شتى أنحاء أسبانية للتشاور في وضع خطة للحرب فانطلق بجيشه مخترقا المدن والقرى والحصون والمزارع وانقض على طليطلة فجأة فكانت ضربة مذهلة استسلمت بعدها المدن الأسبانية بسهولة . ووصف أحد المؤرخين الأسبان فتح طارق لطليطلة بقوله : هي خطة لا ينفذها إلا عبقري . وكان العرب المسلمون يسمونها الثغر الأوسط لوقوعها بجوار الممالك الأسبانية . وازهرت المدينة في العهد العربي الإسلامي وعرفت بحركتها الثقافية النشطة وفي عصر ملوك الطوائف تحولت إلى دولة مستقلة يحكمها بني ذي النون وكان هدف ابن ذي النون التوسع على حساب الممالك العربية الإسلامية وحالف ألفونسو السادس ضد جيرانه العرب في أشبيلية وسرقسطة وبطليوس وكلهم عرب مسلمون . وكان ألفونسو يتقاضى الأموال الطائلة مقابل تقديم المساعدة حتى أفاق الناس يوما قد احتل ألفونسو طليطلة . وعد المؤرخون سقوط طليطلة حدا فاصلا في تاريخ الأندلس حيث ظهر التفوق الفرنجي على العرب المسلمين ومال الميزان للقشاليين والممالك النصرانية الأخرى . فعلى الرغم من انتصار المرابطين في معركة الزلاقة لم يفكروا باستعادة

طليطلة التي جعلها ألفونسو السادس عاصمة لبلاده .ومن أهم معالمها التاريخية بقايا المسجد القديم ، وقنطرة نهر تاجه التي ما يزال المعماريون يشيدون بروعتها . والأسبان يسمون طليطلة توليدو

يقول البكري : ومعنى طليطلة باللاتيني تولاظو، معناه فرح ساكنها يريدون لحصانتها ومنعتها. وفي كتب الحديثة كان يقال: طليطلة الأطلال .

ويقول ياقوت الحموي : مدينة كبيرة ذات خصائص محمودة بالأندلس يتّصل عملها بعمل وادي الحجارة من أعمال الأندلس وهي غربي ثغر الروم وبين الجوف والشرق من قرطبة وكانت قاعدة ملوك القرطبيين وموضع قرارهم، وهي على شاطئ نهر تاجه وعليه القنطرة التي يعجز الواصف عن وصفها، وقد ذكر قوم أنها مدينة دقيانوس صاحب أهل الكهف، قالوا: وبقرب منها موضع يقال له جنان الورد فيه أجساد أصحاب الكهف لا تبلى إلى الآن، والله أعلم، وقد قيل فيهم غير ذلك كما ذكر في الرقيم، وهي من أجلّ المدن قدرا وأعظمها خطرا، ومن خاصيتها أن الغلال تبقى في مطاميرها سبعين سنة لا تتغير، وزعفرانها هو الغاية في الجودة، وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للفارس، وما زالت في أيدي المسلمين منذ أيام الفتوح إلى أن ملكها الأفرنج في سنة 477 هـ

ويقول المسعودي : مدينة طليطلة وكانت قصبة الأندلس، ودار مملكتهم، ويشقها نهر عظيم يدعى تاجة يخرج من بلاد الجلالقة والوشكند، وهي أمة عظيمة لهم ملوك، وهم حرب لأهل الأندلس كالجلالقة والافرنجة، ويصب هذا النهر في البحر الرومي

كان أحمد بن محمد بن وسيم: من المشاهير في العلم فقيها متفننا، شاعرا لغويا نحويا. وكانت له أسمعة عن أبيه عن جده، وكانت تقرأ عليه كتب الحديث فإذا مر القارىء بذكر الجنة والنار بكى.

المسالك والممالك للبكري (2/ 907)

الصلة في تاريخ أئمة الأندلس لابن بشكوال (ص: 30)

معجم البلدان (4/ 39)

مروج الذهب ومعادن الجوهر  - المسعودي(1/ 182)








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق