السبت، 11 ديسمبر 2021

أدب الخطاب من الأصمعي ، من هارون الرشيد رحمهما الله نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أدب الخطاب

من الأصمعي ، من هارون الرشيد رحمهما الله نتعلم

من البلاغة وأسباب وصول الفكرة للناس استخدام ما يسهل الفهم من كلمات . وهذا الأمر مختلف حسب الزمان وكذلك المكان . فاستخدام كلمة خياط في مصر قد تثير مشكلة في حين أنها في الشام يقصد بها االدرزي . والمشكلة تكبر إن لجأت لاستخدم العامية إن سألت بائعا للملابس وقلت أريد ( بردسون ) لا بد وأن يستفسر منك وهي كلمة مستخدمة في المعرة وحلب . فتقول : معطف يا أخي حينها يفهمك . وحتى في العربية الفصيحة . فإن قلت لجزار أرجو أن تقطع اللحم على ( الوضم ) استغرب وقال وما هي يا أخي الوضم . قلت له : الخشبة التي تقطع اللحم عليها.

دخل الأصمعي يوماً على الرشيد بعد غيبة كانت منه فقال له : يا أصمعي كيف كنت بعدي؟ فقال: ما لاقتني بعدك أرضٌ، فتبسم الرشيد فلما خرج الناس قال له: ما معنى قولك ما لاقتني أرض. قال: ما استقرت بي أرض كما يقال فلان لا يليق شيئاً أي لا يستقر معه شيء. فقال له: هذا حسن ولكن لا ينبغي أن تلكمني بين يدي الناس إلا بما أفهمه فإذا خلوت فعلمني فإنه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالماً إما أن أسكت فيعلم الناس أني لا أفهم إذا لم أجب وإما أن أجيب بغير الجواب فيعلم من حولي أني لم أفهم ما قلت. قال الأصمعي: فعلمني أكثر مما علمته.

والرشيد نفسه رحمه الله مازح أم جعفر زوجته فقال لها: كيف أصبحت يا أم نهر؟ فاغتمت لذلك ولم تدر ما معناه فوجهت إلى الأصمعي تسأله عن ذلك فقال لها: الجعفر النهر الصغير وإنما ذهب إلى هذا. فطابت نفسها.

قال : كلمت أبا يوسف القاضي بحضرة الرشيد في الفرق بين "عقلت القتيل", و"عقلت عنه", فلم يفهمه حتى فهمته؛ عقلت القتيل؛ إذا أديت ديته, وعقلت عنه؛ إذا لزمته دية فأديتها عنه.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــ

أخبار النحويين البصريين للسيرافي (ص: 50)

تاريخ دمشق لابن عساكر (73/ 309)

نزهة الألباء في طبقات الأدباء – الأنباري (ص: 97)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق