الأربعاء، 13 أكتوبر 2021

من عجائب واقعنا وحتى لا نتسرع في الحكم أحمد عرابي وعبد الرحمن الكواكبي مُؤَتَمَرُ القَاهِرَةَ التَّبْشِيرِيُّ عَامَ 1906 م ف

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من عجائب واقعنا

وحتى لا نتسرع في الحكم

أحمد عرابي وعبد الرحمن الكواكبي

مُؤَتَمَرُ القَاهِرَةَ التَّبْشِيرِيُّ عَامَ 1906 م في بيت أحمد عرابي :

كان القسيس " زويمر " رئيس إرسالية التبشير العربية في البحرين أول من ابتكر فكرة عقد مؤتمر عام يجمع إرساليات التبشير البروتستانية للتفكير في مسألة نشر الإنجيل بين المسلمين وفي سنة 1906 أذاع اقتراحه وأبان الكيفية التي يكون بها فوضعت هذه الفكرة على بساط البحث في (مسيور) من ولاية (أكرا) في الهند، لأن هذه الولاية ذات أهمية كبرى من حيث المسائل الإسلامية لوجود مدرسة (عليكر) هناك ثم عرض الاقتراح على مؤتمر التبشير الذي ينعقد في مدينة (مدراس) الهندية كل عشر سنوات فأجاز عقده. وإن اتخاذ الهند قاعدة لتأسيس النظامات الخاصة بتبشير المسلمين بالنصرانية أمر طبيعي وبديهي، لأن [مسلمي] الهند أخذوا على عاتقهم منذ القرن التاسع عشر تأييد السياسة الإنكليزية للتغلب على الهندوس. ولما تقرر عقد المؤتمر شرع القسيس (زويمر) وزميل له يعدان المعدات لتأليف لجنة مؤقتة تضع برنامج مذكرات المؤتمر وتدعو المُبَشِّرِينَ المنتشرين في كل البلاد للاشتراك به. وفي يوم 4 أبريل من سنة 1906 افتتح المؤتمر في القاهرة في منزل عرابي باشا في باب اللوق وبلغ عدد مندوبي إرساليات التبشير 62 بين رجال ونساء. وكان عدد مندوبي إرساليات التبشير الأمريكية التي في الهند وسوريا والبلاد العثمانية وفارس ومصر واحدًا وعشرين ومندوبو إرساليات التبشير الإنكليزية خمسة واشتركت في المؤتمر الإرساليات الأسكتلندية والإنكليزية المنفرجة والألمانية والهولندية والسويدية وإرسالية التبشير الدانماركية الموجودة في بلاد العرب. انتخب القسيس (زيمر) رئيسًا للمؤتمر، وعين معه نائب رئيس وكتبة، وحددت أيام الجلسات. وهذا برنامج المسائل التي تفاوضوا فيها: ملخص إحصائي عن عدد المسلمين في العالم، الإسلام في أفريقيا، الإسلام في السلطة العثمانية، الإسلام في الهند، الإسلام في فارس، الإسلام في الملايو، الإسلام في الصين، النشرات التي ينبغي إذاعتها بين المسلمين المتنورين والمسلمين العوام، التنصر، الارتداد، وسائل إسعاف المُتَنَصِّرِينَ المضطهدين، شؤون نسائية إسلامية، موضوعات تتعلق بتربية المُبَشِّرِينَ والعلاقات بينهم وكيفية التعليم في الإسلام.

وهذه الموضوعات جمعت على حدة في كتاب كبير [اسمه] " التبشير بالنصرانية بين المسلمين " ثم صنف القسيس زويمر كتابًا جمع فيه بعض تقارير عن التبشير وسماه " العالم الإسلامي ".

أما الكواكبي فمن أول من دعا للعمانية

"يا قومُ: وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين، أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فُعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلُّكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتِّحاد وأنتم المهتدون السابقون. فهذه أمم أوستريا وأمريكا قد هداها العلم لطرائق شتّى وأصول راسخة للاتِّحاد الوطني دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري. فما بالنا نحن لا نفتكر في أن نتبع إحدى تلك الطرائق أو شبهها. فيقول عقلاؤنا لمثيري الشَّحناء من الأعاجم والأجانب: دعونا يا هؤلاء نحن ندبِّر شأننا، نتفاهم بالفصحاء، ونتراحم بالإخاء، ونتواسى في الضرّاء، ونتساوى في السَّراء. دعونا ندبِّر حياتنا الدنيا، ونجعل الأديان تحكم في الأخرى فقط. دعونا نجتمع على كلماتٍ سواء، ألا وهي: فلتحي الأمة، فليحي الوطن، فلنحي طلقاء أعزّاء"

ــــــــــــــــــــــ

الغارة على العالم الإسلامي – محب الدين الخطيب (ص: 49)

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد – الكواكبي (ص: 148)

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق