الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

مدن أندلسية رُنْدَةْ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مدن أندلسية رُنْدَةْ

معقل حصين بالأندلس من أعمال تاكرنّا، وهي مدينة قديمة على نهر جار وبها زرع واسع وضرع سابغ، قال السلفي: أبو الحسن سقي بن خلف بن سليمان الأسدي الرّندي كان يتردّد إليّ بعد رجوعه من الحجاز سنة 530، وقال: إن رندة حصن بين إشبيلية ومالقة وكان ظاهر الخير سمع بالأندلس ورجع إلى بلده، وأبو عليّ عمر بن محمد الرندي الأديب، حدث عن محمد بن إبراهيم الفخّاري وأبي زيد السّهيلي، وكان شيخا فاضلا من أهل مالقة.

وتعد من حصون الأندلس الشمالية ، تقع شمالي الجزيرة الخضراء بين مدينتي مالقة وإشبيلية وعلى بعد 43 كم من الأولى وتطل على وادي نهر آره أو وادي اللبن كما أسماه العرب . وتطل على جرف صخري يهبط 161م . واليوم يمر بها الخط الحديدي الذي ينتهي للجزيرة الخضراء بالقرب من جبل طارق . وحين دبت الفوضى في الأندلس استقلت رندة تحت حكم بني نور إلا أن موقعها الاستراتيجي أطمع بها حكام إشبيلية فدعوا حاكمها لزيارتهم وغدروا به واستولوا عليها

أنقذها المرابطون ومن ثم الموحدون من السقوط في وجه القشتاليين . وأيام دولة بني الأحمر أصبحت أهم حصونهم حيث تقع على رأس ثلاث قناطر تعود الأولى للعصر الروماني والثانية للعصر العربي الإسلامي والثالثة بناها الأسبان في منتصف القرن الثمن عشر الميلادي . وظلت رندة تابعة لمملكة غرناطة إلى أن سقطت بيد القشتاليين 890 هـ 1485 م قبل سقوط غرناطة بسبع سنوات . وما تزال الآثار العربية الإسلامية تشاهد فيها كالحي العربي القديم . كما لاتزال رندة محتفظة باسمها القديم  (( Ronda )) وما زال نهر وادي اللبن بنفس الاسم ويلفظ (( Guadalevin )) ىومن أعلامها عيسى بن سليمان صاحب كتاب الصحابة ، وأبو البقاء الرندي صاحب أشهر قصيدة متفجعة في رثاء الأندلس

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ .. فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ .. مَن سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .. وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

ـــــــــــــــــ

رحلة ابن بطوطة (1/ 130)

معجم البلدان (3/ 73)

الحلة السيراء - البلنسي(2/ 242)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق