الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

والبريء جريء والخائن خائف. الاستيحاش نقيض الاستئناس

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من أساء استوحش

والبريء جريء والخائن خائف.

الاستيحاش نقيض الاستئناس

حال تغمرنا ونحن في غربة وإن كنا لازلنا نستنشق عبير هواء سوريا . إحساس بالانفراد ، وهو حال من انفرد وطال مقامه في بلد غير بلده ، وحدة لا تقطعها الأيام يغمرها المنى و بالتفكير بالعودة للبلد وجمع الشمل بالأهل . حتى ركبت الوساوس العقل أسباب الوسوسة. وكأن المرء غريب عما يحيط بها

وإذا استوحش الإنسان تمثّل له الشّيء الصغير في صورة الكبير، وارتاب، وتفرّق ذهنه، وانتفضت أخلاطه، فرأى ما لا يرى، وسمع ما لا يسمع، وتوهم على الشيء اليسير الحقير، أنه عظيم جليل.

بُدِّلَتِ الوَحشَة مِن أُنسِها .. وَأُلبِسَت بَعدَ الضِياءِ الظَلام

وَكُلُّ أَرضٍ فَقَدَت شَمسَها .. غَشّى الدُجى ساحاتِها وَالخِيام

ذكر الثعلبي في تفسيره في سورة النمل: أن سبب قرب الخطاطيف ( طيور سوداء معروفة ) من الناس أن الله تعالى لما أهبط آدم إلى الأرض، استوحش؛ فآنسه الله تعالى بالخطّاف وألزمه البيوت؛ فهو لا يفارق بني آدم أنسا لهم.

ورحم الله أبو إسحاق الألبيري حيث قال :

حَسبيَّ كِتابُ اللَهِ فَهُوَ تَنَعُّمي .. وَتَأَنُّسي في وَحشَتي بِدَفاتِري

ونحن ننتظر طلوع الشمس وعودة الأمن والأمان ، ورحم الله الخليفة المأمون حيث قال :

قد طلعت شمسٌ على شمسِ .. فزالتِ الوحشةُ بالأنسِ

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــ

الحيوان (6/ 446)

البصائر والذخائر (2/ 206)

المجتنى - الأزدي(ص: 33)

صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (2/ 89)

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق